وباذخ درجاته ، فالأولى الاعراض عن ذلك المرام ، والاكتفاء بما وصفه علماؤنا الاعلام، حتى قال في الروضات بعد ذكر جملة من مناقبه الفاخرة الباهرة ما هذا لفظه :
وكذلك كيفية تدريسه بالمذاهب الاربعة من شريعة الاسلام على سبيل الافحام والافرام تجاه بيت الله الحرام سنة تأخر وروده عن الموسم المرتسم للقيام بمراسم الحج والاحرام ، وتوقفه هناك الى العام القابل لادراك المرام من عمل ذلك المقام ، حتى أن قال في حقه بعض اولئك الاقوام : لو كان حقاً ما يقوله الشيعة الامامية في مهدوية ولد الامام العسكري الكان هذا السيد المهدي هو ذلك الامام القمقام ، فاعظم بمن نطق في حقه المخالف الخصام الهصام ، بل الذي هو ألد الخصام بمثل هذا الكلام ، الى آخر ما أفاده من السجع التام والقوافي اللائقة به من غير كلفة و ابرام .
وكان انتقاله من هذه النشأة الدائرة الى جوار الله الملك العلام وساداته الكرام سنة اثنتي عشرة ومائتين بعد ألف هجري .
ونقل عن السيد صدر الدين العاملي أنه قال : قد كان صاحب الترجمة أوان تأليفه «الدرة المنظومة يجتمع عنده أوقات الاعصار من كل نهار أغلب فقهاء النجف الاشرف وعظماء المهرة في فنون الاشعار ، فكان يقابل معهم أجزاء الكتاب ، ويعرض على أفكارهم السديدة ابيات كل باب ، حسب ما كان يخرج اليهم بطريق الحساب ، ليتكلموا بالنسبة الى ألفاظها الرشيقة في الرد والانتخاب ، وبالنظر الى معانيها اللطيفة الدقيقة في الرجوع الى عين الصواب وغير الصواب ، وكنت أنا أيضاً في اثناء معمعة تلك الاوان من جملة المتطفلين في حضور ذلك المجمع من الاعيان باشارة صاحب