و على كل فقد اكثر ابن الجوزي من ذكره في كلماته، بل هو اول من تنبّه اليه كما في اصول الحديث: ٣٤٤، و حكاه عن توجيه النظر: ٢٣٩، و صرح به الطريحي في حاشيته الخطية على مجمع البحرين مادة (سنن) و غيرهم. قال في فتح المغيث: ٩٧/١:.. و محل هذا اذا كان التضعيف هو الراجح أو لم يترجح شيء، و الا فيوجد في كتب ملتزمي الصحة حتى البخاري مما يكون من هذا القبيل اشياء!. و قال في ارشاد الساري بعد تعريفه: ٨/١:.. و في البخاري منه.
٤ - السقيم:
في مقابل الحديث الصحيح - كما ذكره الجرجاني في التعريفات: ٧٤ - حيث عرّف الخبر الصحيح بقوله: ما سلم لفظه من ركاكة و معناه من مخالفة آية أو خبر متواتر أو اجماع و كان راويه عدلا. ثم قال: و في مقابله: السقيم، و لعله يريد به الضعيف، مع ما في تعريفه للصحيح من اوجه للنظر على مبناهم في الصحيح، فتدبّر.
٥ - المبهم: - بالفتح -:
لغة: المستغلق و الغامض، قال في الكشاف: ٢١٦/١ - في تعريف المبهم و عند المحدثين -: هو الراوي الذي لم يذكر اسمه اختصارا، و هذا الفعل - اي ترك اسم الراوي - يسمى ابهاما كقولك: اخبرني فلان أو شيخ أو رجل أو بعضهم أو ابن فلان.
و يقال له أيضا: المستبهم، قال في الرواشح السماوية: ١٢٨: و اذا قيل فلان عن رجل أو عن بعض اصحابه أو عمّن سماه عن فلان، فبعض الاصوليين سماه مرسلا، و استمر عليه ديدن الشيخ في الاستبصار اكثريا و في التهذيب تارات، و ليس في حيز الاستقامة. و قال الحاكم من العامة: لا يسمى مرسلا بل منقطعا، و هذا أيضا خارج عن سبيل الاستواء، و الصواب عندي ان يصطلح عليه الابهام أو الاستبهام، فيعتبر قسما آخر، و يسمى المبهم أو المستبهم، و نقله بعينه المرحوم