المرعشي التستري (٩٥٥-١٠١٩ ه) ذكرها شيخنا النوري في خاتمة مستدركه.
٣٠٠ الثامنة:
يحلو لبعض الكتاب من المتأخرين - كالعجاج في اصول الحديث: ٤١٥ و ما بعدها، و تبعا له في علوم الحديث: ٢٦٦ و ما بعدها - ان يدعى ان ابتداء الوضع كان في زمن معاوية لعنه اللّه و نتيجة الظروف الخاصة آنذاك، و الا فان الحديث النبوي بقي صافيا لا يعتريه الكذب و لا التحريف و التلفيق طوال اجتماع كلمة الامة على الخلفاء الاربعة، و قبل ان يندسّ في صفوفهم اهل المصالح و الاهواء، و ان الخلاف بين أمير المؤمنين عليه السّلام و معاوية سبب انقسام الامة و منشأ الاحزاب و الفرق الدينية و السياسية المختلفة.. و غير ذلك، قال العجاج: ٤١٦:
فانا نستبعد ظهور الوضع قبل الفتنة! كما نستبعد تطوع احد من الصحابة لوضع الحديث؟!.
و هذه الفرية يبطلها الوجدان، و الواقع التاريخي، و الموضوعية في البحث، فالاختلاف و الوضع كان على مدى تاريخ الاسلام منذ اليوم الاول يوم كان علي عليه السّلام مع أسياد معاوية، و كفانا شاهدا ما تلوناه عليك من كلام علي عليه السّلام في نهج البلاغة و الرواية المتواترة عن رسول اللّه (ص) التي فصلنا عنها الحديث قريبا، و التي قيل عنها انها جاءت عن اكثر من اربعمائة طريق، نعم ان وضع الحديث وصل الذروة قبيل منتصف القرن الاول الهجري بقليل، و تزايد خلال القرون التالية، و تزايد الموضوع من الاحاديث بازدياد الفتن و البدع و كثرة الملل و الاهواء. و قد طويت كشحا دون مناقشة القوم و الدخول معهم في البحث، خصوصا بعد ما لقيت السيد الموسوي في قواعد الحديث: ١٣٨ و ما بعدها قد اجزل لهم اجمالا ما يستحقون من الردّ.
نعم لا شك في كون معاوية - عليه اللعنة و الهاوية - اول من دفع الاموال و فرط في بيت المال على وضع الحديث و اختلاقه، انظر الغدير: ٧٣/١١ و ما بعدها.