فكانت فكرة هذا المعجم وليدة لكلّ ذاك، و كانت تراودني منذ أوّل يوم لتحقيقي لكتاب (مقباس الهداية في علم الدّراية) للشيخ الجدّ أعلى اللّه مقامه، و ذاك منذ أكثر من عشر سنين، لما كنت ألاقيه من مصاعب و متاعب خلال تحقيقي للكتاب، ممّا يلزمني تحديد الكلمة بأبعادها، أو تصيّد موارد استعمالاتها، أو توخيّ الاختلافات الواردة فيها، أو غير ذلك.. و كنت أحسبني آنذاك مبتكرا أو سبّاقا، لذا كنت أنتظر طبع الكتاب بفارغ الصبر كي يكون استنتاجي منه مقرونا بأرقام و إرجاعات.
و ممّا يؤسف له جدّا تأخّر طبع الكتاب لظروف و أسباب كانت خارجة عن إرادتي، و لم يكن لي حيلة معها إلاّ الصبر و التجلّد، و خلالها صدر كتاب باسم «معجم مصطلحات توثيق الحديث» للاستاذ الدكتور علي زوين، أدرك مؤلفه مضض المعاناة، و بادر إلى إحصاء ما ارتآه مهما من الالفاظ و الاصطلاحات و العبارات، بلغ بها (٤٤٨) كلمة، معتمدا على بعض المصادر العامية، و هو عمل مشكور عليه مع كلّ ما لنا من مؤاخذات عليه. و نحن نختلف في عملنا هذا عنه جوهرا و تنظيما، كما هو بيّن بالمقارنة - و بلغ عدد مصطلحاتنا إلى: ٤٧٩٠ مع كلّ ما ذكرناه من إرجاعات و مرادفات و غيرهما، مقرونا بتنظيم جديد، و إخراج خاص.. و لعلّه تؤخذ علينا امور:
منها: ذكرنا للطوائف و المذاهب ضمن مصطلح الحديث، و هذا ما يحتاجه المراجع الشيعي و تداولت عليه كتب الدراية عند الخاصّة، لذا ألحقتها هنا مزيدا للفائدة. و استعنت بكتابي «معجم الرموز و الإشارات» لدرج كلّ ما لعلماء الحديث من رموز، مؤكدين مراجعة الفصل الخاص ب (الرمز.. عند المحدّثين) هناك.
كما إنّ فيه ما ظاهره التكرار أو الترادف أو غير ذلك، و لعلّ طبيعة الفهرسة أو ظروف تحديد الكلمة كان لها دور في ذلك.
هذا و قد مضيت في معجمي هذا - بعد أن سيّرني الكتاب، و قيّدتني المستدركات..، و بعد تشابك المصطلحات أو تقاربها..، و بعد أن كان الغرض التعرف على موارد النصّ و مرادفاته.. و قيوده و شروطه.. و أقسامه و تقسيماته.. ثمّ بعد ذاك موارد وروده في النصّ و التعليقات الخاصة به - إلى الالتزام بمنهجيّة خاصّة