وهو من غرائب الكلام. وما كنت لأوثر صدور مثله ؛ فإنّ كون الرجل من شيوخ الصدوق المعروفين ممّا لا شبهة فيه ، وإكثاره الرواية عنه والتزامه بالترضّي عليه كاشف عن جلالة الرجل. وكيف يترضّى الصدوق رحمه اللّه على العامّي؟ وكيف يكثر الرواية عنه؟ ثمّ من أين استفاد دلالة قوله : يقال له على جهالته ؛ ضرورة أنّ غرضه أنّه معروف ب : أبي عليّ بن عبد ربّه ، ويقال عند التسمية : أحمد بن الحسن القطّان.
وأغرب من ذلك كلّه استفادته من وصف الصدوق رحمه اللّه له ب : العدل كونه عاميّا ؛ فإنّه ممّا يضحك الثكلى. وكيف يصف الصدوق رحمه اللّه العامّي بالعدل؟! إن هذا إلاّ اختلاق ، غفر اللّه تعالى لنا وله ولجميع المؤمنين والمؤمنات (١).
__________________
(١) جاء بعض المعاصرين في قاموسه ٢٨٥/١ معترضا على المؤلّف قدّس سرّه قوله : قال المصنّف : واستشعر عاميته من قوله في الأخير (شيخا) ويؤيد وصفه ب : (العدل) .. قال : وهو من غرائب الكلام ، وكيف يترضّى الصدوق على العامّي؟ وكيف يصف العامي بالعدل؟
أقول : بل لا ريب في عامّيته ، وما ذكره من ترضّيه مجرّد دعوى ، ولم يصف بالعدل ، بل قال : إنّه المعروف به ، مع أنّه ما ينكر من تعديل العامي معروف ، كيف والموثّق عامي ، أو مثله ثقة في دينه؟! وأمّا كثرة روايته عنه فإنّما هو لأنّ الإكمال والخصال روى فيهما من العامّة كثيرا ، لعدم كونهما أخبار فقه. والرواية عنهم في مثالبهم ، أو في مناقبنا أولى من الرواية عنا ..! ثمّ قال : وممّا يوضّح عامّية الرجل أنّه قال في الإكمال في ردّ إنكار الزيدية النصّ على الاثني عشر : نقل مخالفونا من أصحاب الحديث نقلا مستفيضا من حديث عبد اللّه بن مسعود : ما حدّثنا به أحمد بن الحسن القطّان المعروف ب : أبي عليّ ابن عبد ربّه ـ وهو شيخ كبير لأصحاب الحديث ـ فإنّه كالصريح في عامّيته .. هذا كلّ ما قاله هذا المعاصر.
ويرد على تحقيقه أنّه غفل أو تغافل عن سيرة الشيعة الإماميّة رفع اللّه تعالى شأنهم ، ـ