زياد (١) ربّما يظهر منه مقاومة جرحه تعديل الكشّي (٢) ، وكذا الحسين بن شاذويه (٣).
وبالجملة ؛ من تتبّع الخلاصة ، بل النجاشي ـ أيضا ـ وجد أنّهما يقبلان قوله مطلقا لا في خصوص صورة الترجيح ، أو عدم المعارض ، كسائر المشايخ.
ومن تتبّع كلام ابن طاوس وجده كثير الاعتماد عليه ، عظيم الاعتقاد به! إلى هنا المهمّ من كلام الوحيد.
وأقول : قد يناقش فيما استفاده الشيخ محمّد رحمه اللّه من الخلاصة ـ من اعتماده على ابن الغضائري ـ بأنّ كلام العلاّمة رحمه اللّه في أمثال ذلك مضطرب لا يمكن أن يتمسّك به ؛ فإنّه كثيرا ما يقدّم تعديل النجاشي على جرح ابن الغضائري في مقام ، ليس له مستند سوى أنّ ظاهره عدم الاعتماد على ابن الغضائري. فالأولى التمسّك لكون الرجل معتمدا باعتماد النجاشي عليه وروايته
__________________
(١) راجع الخلاصة : ١٢ ـ ١٣ برقم ٢ : إدريس بن زياد الكفرتوثائي. ثمّ ضبط الكلمة ، ثمّ قال : يكنّى : أبا الفضل ثقة أدرك أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام وروى عنهم. وقال ابن الغضائري : إنّه خوزي الامّ ، يروي عن الضعفاء. والأقرب عندي قبول روايته لتعديل النجاشي له ، وقول ابن الغضائري لا يعارضه ، لأنّه لم يجرحه في نفسه ، ولا طعن في عدالته.
(٢) الظاهر وقوع التحريف ، والصحيح : تعديل النجاشي ، لأنّ العلاّمة في الخلاصة قال : والأقرب عندي قبول روايته لتعديل النجاشي.
(٣) راجع رجال النجاشي : ٥٢ برقم ١٤٩ قال : الحسين بن شاذويه أبو عبد اللّه الصفّار وكان صحّافا ، فيقال الصحّاف كان ثقة ، قليل الحديث .. إلى آخره. وفي الخلاصة : ٥٢ برقم ٢١ : الحسين بن شاذويه .. إلى أن قال : قال النجاشي : إنّه كان ثقة قليل الحديث. وقال الغضائري يروى أنّه قمّي ، زعم القميّون أنّه كان غاليا ، وقال : رأيت له كتابا في الصلاة سديدا. والّذي أعمل عليه قبول روايته حيث عدّله النجاشي ، ولم يذكر ابن الغضائري ما يدل على ضعفه نصّا.