__________________
ذكر في توجيهه أمرا لا طائل تحته ، فقول (جش) رحمه اللّه في أبي حمزة الثمالي لا يخفى اشتباهه وبطلانه من وجهين أسقط عنه لفظة (ابن) وزاد في لفظة (الثمالي) ، وليس في موقعه ولا يصوّب كما لا يخفى ، على أنّه لا يمكن رواية ابن محبوب عن الثمالي كما يفهم من تاريخهما المذكور هنا ، وفي (جش) و (جخ) ، فإذا وقع في طريق هكذا : ابن محبوب عن الثمالي .. ففيه إرسال البتة كما في ترجمة الثمالي عن (ست) فتأمّل حقّ التأمّل ثمّ اذعن بالأحق والأحرى ـ ع عفى عنه. انتهى كلام القهپائي.
أقول : في المقام تنبيهان :
الأوّل : إنّ الشيخ في رجاله عدّ في : ٨٤ برقم ٣ أبا حمزة الثمالي من أصحاب السجاد عليه السلام ، وفي صفحة : ١١٠ برقم ٢ من أصحاب الباقر عليه السلام ، وفي صفحة : ١٦٠ برقم ٢ من أصحاب الصادق عليه السلام ، وفي صفحة : ٣٤٥ برقم ١ من أصحاب الكاظم عليه السلام.
وعدّ في رجاله عليّ بن أبي حمزة البطائني : ٢٤٢ برقم ٣١٢ في أصحاب الصادق عليه السلام ، وفي : ٣٥٣ برقم ١٠ من أصحاب الكاظم عليه السلام.
وعدّ في رجاله الحسن بن محبوب : ٣٤٧ برقم ٩ من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وفي صفحة : ٣٧٢ برقم ١١ من أصحاب الرضا عليه السلام.
فنرى أنّ الثمالي والبطائني والحسن بن محبوب ثلاثتهم من أصحاب الكاظم عليه السلام ، ولا يعدّ الراوي من الأصحاب إلاّ إذا كان ممّن تجاوز حدّ البلوغ ، فرواية ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي لا مانع منه من حيث العمر ، وبعد التأمّل في أسانيد الروايات نرى أنّ رواية ابن محبوب عن ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي أكثر بكثير من روايته عن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، ومن التأمّل في جميع ما أشرنا إليه يطمأن بأنّ تاريخ وفاة أبي حمزة الثمالي أو وفاة الحسن بن محبوب في أحدهما أو فيهما تحريف ، أمّا وجه التهمة فقد قيل إنّ ابن محبوب لمّا كان من أركان علم الحديث وفي القمّة من حيث الجلالة كيف يروى عن مثل البطائني المعاند للرضا عليه السلام الرديء الاعتقاد؟! وقيل : إنّه كان عمره عند وفاة الكاظم عليه السلام سنة أو سنتين فكيف يروي عنه؟! وذلك أنّ أبا حمزة مات سنة ١٥٠ ، وابن محبوب مات سنة ٢٢٤ وصرّحوا بأنّه كان قد عمّر خمسا وسبعين سنة فيكون ولد قبل وفاة الثمالي بسنة أو سنين ، ولهذا اتّهم أحمد بن محمّد بن عيسى رواية ابن محبوب عن الثمالي.