سبع. وحزن عليه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حزنا شديدا.
وروى الصدوق رحمه اللّه (١) عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ النبيّ
__________________
(١) في من لا يحضره الفقيه ١١٣/١ حديث ٥٢٧ بلفظه.
أقول : إنّ سيدنا الشهيد العظيم صلوات اللّه عليه لقربه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وجلالته عنده وعنده جميع المسلمين ، ومقامه العظيم ، وأنّ أباه أبو طالب ، أمره أن يصل جناحه الأيسر ، ويصلّي معهما حين كان المصلّون ثلاثة : صاحب الرسالة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والسيّدة الجليلة أمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام ، فبإسلام جعفر الطيّار عليه السلام بلغ المصلّون والمسلمون أربعة ، وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان ، وصرّحوا بأنّه أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، لكن بعض النصاب وأعداء آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، لبغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام ـ حيث لم يستطيعوا الحطّ من مقام سيّدنا المترجم فجعلوا إسلامه بعد إسلام رهط كبير ، فقالوا كان إسلامه بعد إسلام واحد وثلاثين إنسانا ، وكان هو الثاني والثلاثين ، وليس هذا بغريب من أعداء آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وإحداث هذا القول ـ بأنّه أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا ، كإحداث القول بأنّ أول من أسلم أبو بكر ، أو رهط آخر قبل إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يلامون على ذلك ، فإنّ أحقاد بدر وحنين وقتل أمير المؤمنين لأشياخهم ورؤسائهم المشركين قبل دخول الإيمان في قلوبهم لا زالت تقضّ مضاجعهم. ولا بأس بذكر بعض ما ورد في فضل سيدنا المترجم ؛ فقد روى الكليني رضوان اللّه عليه في الكافي ١٨٩/٨ ـ ١٩٠ حديث ٢١٦ بسنده : .. عن سدير ، قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال رجل من القوم : أصلحك اللّه! فأين كان عزّ بني هاشم ، وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : «ومن كان بقي من بني هاشم؟! إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا ، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل ، وكانا من الطلقاء ، أما واللّه لو أنّ حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كان شاهديهما لأتلفا نفيسهما».
وفي صفحة : ٢٦٧ حديث ٣٩٢ بسنده : .. قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ، فقال لي : «إذا كان يوم القيامة ، وجمع اللّه تبارك وتعالى الخلائق ، كان نوح