صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّا ، ويقول : «كانا يحدّثاني ويؤنساني .. فذهبا جميعا».
.. إلى غير ذلك ممّا ورد في جلالة الرجل وعظمته.
بيان :
مؤتة : بضمّ الميم بعدها واو مهموزة ساكنة ، وتاء مثنّاة من فوق ، وبعضهم لا يهمزها. قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ، قيل : إنّها من مشارف الشام على اثني عشر ميلا من أذرح (*) ، بها قبر جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن
__________________
يا حبّذا الجنة واقترابها |
|
طيبة وبارد شرابها |
والروم روم قد دنا عذابها |
|
عليّ إن لاقيتها ضرابها |
وفي الغيبة للشيخ النعماني : ٢٤٧ باب حديث ١ (طبعة مكتبة الصدوق) ، بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، قال : قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام : «بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي عليه السلام فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقيل : إنه بالبقيع ، فأتاه عليّ عليه السلام فسلّم عليه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «اجلس» فأجلسه عن يمينه ، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقيل له : هو بالبقيع ، فأتاه فسلّم عليه فأجلسه عن يساره ، ثم جاء العباس .. إلى أن قال : ثم التفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى جعفر بن أبي طالب فقال : «يا جعفر ألا أبشرك؟! ألا أخبرك ..؟!» قال : بلى يا رسول اللّه ، فقال : «كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أنّ الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك».
(*) أذرح : هي دومة الجندل ، أو قريبة. [منه (قدّس سرّه)].
أقول : يفهم من معجم البلدان ١٣٠/١ (أذرح) و ٢٢٠/٥ (مؤتة) و ٤٨٨/٢ ـ ٤٨٩