القلب وقعت في القلب.
و من أظهر و أكمل ما ورد عنهم عليهم السلام الصحيفة الكاملة وملحقاتها المروية عن الإمام الرابع من أئمه الحق والهدى، علي بن الحسين السجاد عليه السلام. فقد طرق فيها جميع أبواب الدعاء وفنونه، وطرق تهذيب النفس وربطها بباريها جل و علا، وإشعارها أنها صغيرة حقيرة، بل لاشيء اتجاه من أنشاها و كونها .
نعم طرق جميع أبواب تهذيب النفس، حتى بين المؤمنين، بين الأب و أولاده، بين الأولاد و آبائهم، وبين الأصدقاء.
هاك انظر دعاء مكارم الأخلاق كيف يرشد الإمام عليه السلام الإنسان إلى السيرة الصحيحة في المجتمع بين إخوانه، وكيف يرشده إلى رعايتهم و ... هذا دعاؤه لأبويه، هذا دعاوه لولده، هذا دعاؤه إذا ابتلي، أو رأى مبتلي، و هكذا، هذا دعاؤه إذا نظر لأهل الدنيا، ودعاؤه، ودعاؤه، و ...
ولاشتمال الصحيفة على ألفاظ عالية في الدلالة، وعلى أسلوب بليغ و ذي مغزى، كيف لا و هي زبور آل محمد، وإنجيل أهل البيت، وبالنظر لعظم مكانتها لدى الطائفة، ومزيد أهمية ما ورد فيها، فقد خصها الأصحاب بالذكر في إجازاتهم، واهتموا بروايتها منذ القديم، وقد تصدى العلماء رضوان الله عليهم إلى شرحها، و تبسيط معانيها، وفك رموزها و توضيح ألفاظها . وقد عد شيخ الذريعة منها في (١٣: ٣٤٥) حدود الخمسين.
فمنها شروح مطولة مثل رياض السالكين، ومتوسطة مثل نور الأنوار، و مختصرة مثل شرح المحقق الداماد، وشرحنا هذا.
المؤلف
العالم الفاضل المتبحر والمحدث العارف الحكيم المدقق المتأله، المولى محمد محسن ابن الشاه مرتضى بن الشاه محمود الملقب بالفيض الكاشاني، أحد نوابغ العلم و المعرفة في القرن الحادي عشر، والذي عقمت الأيام عن الإتيان بمثله.
كان رفيع المنزلة، عظيم الشأن، علماً في الفقه والحديث، ومناراً في الفلسفة، و معدناً للعرفان، وطوداً للأخلاق، ولا غرو في ذلك فإنه الفيض.