ثُمَّ تُلْصِقْ كَفَّكَ بِحَائِطِ اَلْحُجْرَةِ وَ تَقُولُ: أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مُهَاجِراً إِلَيْكَ، قَاضِياً لِمَا أَوْجَبَهُ اَللَّهُ عَلَيَّ مِنْ قَصْدِكَ، وَ إِذْ لَمْ أَلْحَقْكَ حَيّاً فَقَدْ قَصَدْتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ عَالِماً أَنَّ حُرْمَتَكَ مَيِّتاً كَحُرْمَتِكَ حَيّاً، فَكُنْ لِي بِذَلِكَ عِنْدَ اَللَّهِ شَاهِداً.
ثُمَّ اِمْسَحْ كَفَّكَ عَلَى وَجْهِكَ وَ قُلْ: اَللَّهُمَّ اِجْعَلْ ذَلِكَ بَيْعَةً مَرْضِيَّةً لَدَيْكَ، وَ عَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ، تُحْيِينِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ، وَ عَلَى اَلْوَفَاءِ بِشَرَائِطِهِ وَ حُدُودِهِ، وَ حُقُوقِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ لَوَازِمِهِ، وَ تُمِيتُنِي إِذَا أَمَتَّنِي عَلَيْهِ، وَ تَبْعَثُنِي إِذَا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ ١.
ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ وَجْهَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ تَجْعَلُ اَلْقِبْلَةَ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَ اَلْقَبْرَ أَمَامَكَ وَ تَقُولُ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ رَسُولَهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اَللَّهِ وَ خِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اَللَّهِ وَ حُجَّتَهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ اَلنَّبِيِّينَ وَ سَيِّدَ اَلْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْبَشِيرُ اَلنَّذِيرُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلدَّاعِي إِلَى اَللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ اَلسِّرَاجُ اَلْمُنِيرُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ اَلَّذِينَ أَذْهَبَ اَللَّهُ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً. أَشْهَدُ أَنَّكَ-يَا رَسُولَ اَللَّهِ-أَتَيْتَ بِالْحَقِّ، وَ قُلْتَ بِالصِّدْقِ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي وَفَّقَنِي لِلْإِيمَانِ وَ اَلتَّصْدِيقِ وَ مَنَّ عَلَيَّ بِطَاعَتِكَ وَ اِتِّبَاعِ سَبِيلِكَ، وَ جَعَلَنِي مِنْ أُمَّتِكَ وَ اَلْمُجِيبِينَ لِدَعْوَتِكَ، وَ هَدَانِي إِلَى مَعْرِفَتِكَ وَ مَعْرِفَةِ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ. أَتَقَرَّبُ إِلَى اَللَّهِ بِمَا يُرْضِيكَ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اَللَّهِ مِمَّا يُسْخِطُكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ.
جِئْتُكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ زَائِراً، وَ قَصَدْتُكَ رَاغِباً، مُتَوَسِّلاً بِكَ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَ أَنْتَ صَاحِبُ اَلْوَسِيلَةِ، وَ اَلْمَنْزِلَةِ اَلْجَلِيلَةِ، وَ اَلشَّفَاعَةِ اَلْمَقْبُولَةِ، وَ اَلدَّعْوَةِ اَلْمَسْمُوعَةِ، فَاشْفَعْ لِي إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى فِي اَلْغُفْرَانِ وَ اَلرَّحْمَةِ، وَ اَلتَّوْفِيقِ وَ اَلْعِصْمَةِ، فَقَدْ غَمُرَتِ اَلذُّنُوبُ، وَ شَمِلَتِ اَلْعُيُوبُ، وَ أُثْقِلَ اَلظَّهْرُ، وَ تَضَاعَفَ اَلْوِزْرُ، وَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا-وَ خَبَرُكَ
١) نقله المجلسى في بحار الأنوار ١٠٠:١٦٢.