ذكر ما يفعل في الروضة
و تقف بعد ذلك في الروضة بين القبر و المنبر و تدعو بما تحب.
فَقَدْ رُوِيَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ، وَ إِنَّ مِنْبَرِي [عَلَى]تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ اَلْجَنَّةِ» ١.
و التُّرْعَةُ هي الباب الصغير.
وَ: تَقُولُ فِي اَلدُّعَاءِ: اَللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وَ شُعْبَةٌ مِنْ شِعَابِ رَحْمَتِكَ اَلَّتِي ذَكَرَهَا رَسُولُكَ، وَ أَبَانَ عَنْ فَضْلِهَا وَ شَرَفِ اَلتَّعَبُّدِ لَكَ فِيهَا، وَ قَدْ بَلَّغْتَنِيهَا فِي سَلاَمَةِ نَفْسِي، فَلَكَ اَلْحَمْدُ يَا سَيِّدِي عَلَى عَظِيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ، وَ عَلَى مَا رَزَقْتَنِيهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَ طَلَبِ مَرْضَاتِكَ، وَ تَعْظِيمِ حُرْمَةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِزِيَارَةِ قَبْرِهِ، وَ اَلتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ، وَ اَلتَّرَدُّدِ فِي مَشَاهِدِهِ وَ مَوَاقِفِهِ. فَلَكَ اَلْحَمْدُ يَا مَوْلاَيَ حَمْداً يَنْتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ لَكَ، وَ يَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضَى، وَ يَفْضُلُ حَمْدُ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ لَكَ، وَ لَكَ اَلْحَمْدُ يَا مَوْلاَيَ حَمْدَ مَنْ عَرَفَ اَلْحَمْدَ لَكَ، وَ اَلتَّوْفِيقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ، حَمْداً يَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ، وَ يَبْلُغُ حَيْثُ مَا أَرَدْتَ، وَ لاَ يَحْجُبُ عَنْكَ، وَ لاَ يَنْقَضِي دُونَكَ، وَ يَبْلُغُ أَقْصَى رِضَاكَ، وَ لاَ يَبْلُغُ آخِرَهُ أَوَائِلُ مَحَامِدِ خَلْقِكَ لَكَ، وَ لَكَ اَلْحَمْدُ مَا عُرِفَ اَلْحَمْدُ، وَ اِعْتُقِدَ اَلْحَمْدُ، وَ جُعِلَ اِبْتِدَاءَ اَلْكَلاَمِ اَلْحَمْدُ.
يَا بَاقِيَ اَلْعِزِّ وَ اَلْعَظَمَةِ، وَ دَائِمَ اَلسُّلْطَانِ وَ اَلْقُدْرَةِ، وَ شَدِيدَ اَلْبَطْشِ وَ اَلْقُوَّةِ، وَ نَافِذَ اَلْأَمْرِ وَ اَلْإِرَادَةِ، وَ وَاسِعَ اَلرَّحْمَةِ وَ اَلْمَغْفِرَةِ، رَبَّ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ، كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ
١) رواه الكلينيّ في الكافي ٤:٥٥٣/قطعة من حديث ١ و ٥٥٤/صدر حديثي ٣ و (٥) و ٥٥٦/صدر حديث ١٠، و ابن قولويه في كامل الزّيارات:١٦/قطعة من حديث ٢، و الصّدوق في الفقيه ٢:٣٣٩/٢، و الطّوسيّ في مصباحه:٦٥٣، و التّهذيب ٦:٧/قطعة من حديث ١٢ و ١٣، و ابن المشهديّ في مزاره:٧٧، و ما بين المعقوفين اثبتناه من المصادر.