وَ تَقُولُ هُنَاكَ: يَا مَنْ خَلَقَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَلَأَهَا جُنُوداً مِنَ اَلْمُسَبِّحِينَ لَهُ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ، وَ اَلْمُمَجِّدِينَ لِقُدْرَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ أَفْرَغَ عَلَى أَبْدَانِهِمْ حُلَلَ اَلْكَرَامَاتِ، وَ أَنْطَقَ أَلْسِنَتَهُمْ بِضُرُوبِ اَللُّغَاتِ، وَ أَلْبَسَهُمْ شِعَارَ اَلتَّقْوَى، وَ قَلَّدَهُمْ قَلاَئِدَ اَلنُّهَى، وَ جَعَلَهُمْ أَوْفَرَ أَجْنَاسِ خَلْقِهِ مَعْرِفَةً بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ جَلاَلَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ، وَ أَكْمَلَهُمْ عِلْماً بِهِ، وَ أَشَدَّهُمْ فَرَقاً مِنْهُ، وَ أَدْوَمَهُمْ لَهُ طَاعَةً وَ خُضُوعاً وَ اِسْتِكَانَةً وَ خُشُوعاً.
يَا مَنْ فَضَّلَ اَلْأَمِينَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ بِخَصَائِصِهِ وَ دَرَجَاتِهِ وَ مَنَازِلِهِ، وَ اِخْتَارَهُ لِوَحْيِهِ وَ سِفَارَتِهِ وَ عَهْدِهِ وَ أَمَانَتِهِ وَ إِنْزَالِ كُتُبِهِ وَ أَوَامِرِهِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ، وَ جَعَلَهُ وَاسِطَةً بَيْنَ نَفْسِهِ وَ بَيْنَهُمْ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ، أَعْلَمِ خَلْقِكَ بِكَ، وَ أَخْوَفِ خَلْقِكَ لَكَ، وَ أَقْرَبِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ، وَ أَعْمَلِ خَلْقِكَ بِطَاعَتِكَ، اَلَّذِينَ لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ اَلْعُيُونِ، وَ لاَ سَهْوُ اَلْعُقُولِ، وَ لاَ قَسْوَةُ اَلْأَبْدَانِ، اَلْمُكَرَّمِينَ بِجَوَارِكَ، وَ اَلْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى وَحْيِكَ، وَ اَلْمُجَنِّبِينَ اَلْآفَاتِ، وَ اَلْمُوَقِّينَ اَلسَّيِّئَاتِ.
اَللَّهُمَّ وَ اُخْصُصِ اَلرُّوحَ اَلْأَمِينَ جَبْرَئِيلَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ بِأَضْعَافِهَا مِنْكَ، وَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ اَلْمُقَرَّبِينَ وَ طَبَقَاتِ اَلْكَرُوبِيِّينَ وَ اَلرُّوحَانِيِّينَ، وَ زِدْ فِي مَرَاتِبِهِ عِنْدَكَ، وَ حُقُوقِهِ اَلَّتِي لَهُ عَلَى أَهْلِ اَلْأَرْضِ بِمَا كَانَ يُنَزِّلُ بِهِ مِنْ شَرَائِعِ دِينِكَ، وَ مَا يُثْبِتُهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ أَنْبِيَائِكَ مِنْ مُحَلَّلاَتِكَ وَ مُحَرَّمَاتِكَ.
اَللَّهُمَّ أَكْثِرْ صَلَوَاتِكَ عَلَى جَبْرَئِيلَ، فَإِنَّهُ قُدْوَةُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ هَادِي اَلْأَصْفِيَاءِ، وَ سَادِسُ أَصْحَابِ اَلْكِسَاءِ. اَللَّهُمَّ اِجْعَلْ وُقُوفِي فِي مَقَامِهِ هَذَا سَبَباً لِنُزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَيَّ، وَ تَجَاوُزِكَ عَنِّي.
وَ تَقُولُ: أَيْ جَوَادُ، أَيْ قَرِيبُ، أَيْ بَعِيدُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِطَاعَتِكَ، وَ لاَ تُزِيلَ عَنِّي نِعْمَتَكَ، وَ أَنْ تَرْزُقَنِي اَلْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ،