فلا تطمعوا بالعدل من غير أهله و لا بالتقى من غير أهل البصائر
و إذا دلّ العقل على لزوم أوصاف الكمال و وجوبها للأعلام.
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «أُمَّتِي لاَ تَجْتَمِعُ عَلَى خَطَإٍ وَ لاَ ضَلاَلٍ» ١. و ليس من يدعى له وجوب تلك الخصال إلا خواصّ من العترة و الآل، فوجب أن يكونوا مراد الحكيم، و الهادين له إلى الصراط المستقيم.
و هذا القدر من الدليل يكشف لك قناع التفصيل. و من أراد زيادة الكشف و البيان، فعليه بتصانيف أهل الايمان، فإن فيها شفاء لأسقام الأفهام، و ضياء لظلام الأنام.
و إذا ثبت تعيين أئمّة الأنام لزم العباد تعظيم قبورهم بعد الوفاة بطريق تعظيم أمورهم حين الحياة، و أن يتوجهوا إلى اللّه بهم فإنه أهل القبول بشهادة المعقول و المنقول.
رجال إذا الدنيا دجت أشرقت بهم و إن أجدبت يوما بهم ينزل القطر
أقاموا بظهر الأرض فاخضرّ عودها و حلّوا ببطن الأرض فاستوحش الظهر
أخلق بمن توجه بهم أن يظفر بالمراد، و يسعد في الدنيا و المعاد؛ لأن الملاء إنما كان في وصفه و آلائه، تعرف حق المتوجه إليه باوليائه.
وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ اِبْنِ عَامِرٍ اَلتَّيالِي-وَاعِظِ أَهْلِ اَلْحِجَازِ-قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ: مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَكَ وَ عَمَّرَ تُرْبَتَكَ؟
١) رواه ابن ماجة في سننه ٢:١٣٠٣/٣٩٥٠.