وفي ذلك حكومة على جميع ما ورد في طرقنا وغير طرقنا من ذم الرجل ؛ لأنّه نصّ في توبته في آخر أمره ، وندمه ، وكونه من شيعة عليّ عليه السلام
__________________
وَلِإِخْوٰانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ) [سورة الحشر (٥٩) : ١٠] فكلّ من أسلم بعد عليّ فهو يستغفر لعليّ عليه السلام.
وفي شرح النهج أيضا ٢٣١/١٣ ، بسنده : .. عن الشعبي ، قال : قال الحجّاج للحسن ـ وعنده جماعة من التابعين وذكر علي بن أبي طالب ـ : ما تقول أنت يا حسن؟ فقال : ما أقول؟! هو أوّل من صلّى إلى القبلة ، وأجاب دعوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وإن لعليّ منزلة من ربّه ، وقرابة من رسوله ، وقد سبقت له سوابق لا يستطيع ردّها أحد .. فغضب الحجّاج غضبا شديدا وقام عن سريره ، فدخل بعض البيوت وأمر بصرفنا.
قال الشعبي : وكنّا جماعة ما منا إلاّ من نال من عليّ عليه السلام مقاربة للحجّاج غير الحسن بن أبي الحسن رحمه اللّه.
وروى محرز بن هشام ، عن إبراهيم بن سلمة ، عن محمّد بن عبيد اللّه ، قال : قال رجل للحسن : ما لنا لا نراك تثني على عليّ وتقرظه! قال : كيف وسيف الحجّاج يقطر دما! إنّه لأوّل من أسلم ، وحسبكم بذلك.
وفي شرح النهج ١١/٢٠ ، قال : وقد روي عن الحسن البصري أنّه ذكر عنده الجمل وصفّين ، فقال : تلك دماء طهّر اللّه منها أسيافنا ، فلا نلطّخ بها ألسنتنا.
وقال المبرد : كان الحسن إذا جلس في مجلسه فتمكن ذكر عثمان فترحّم عليه ثلاثا ، ولعن قتلته ثلاثا ، ويقول : لو لم نلعنهم للعنّا ، وكان ينكر الحكومة ، ولا يرى رأى الخوارج ، وقال مخاطبا لعلي [عليه السلام] : لم تحكّم والحقّ معك ألا تمضي قدما لا أبا لك والحقّ معك.
وفي الكافي ٢٢٢/٢ ـ ٢٢٣ حديث ٥ ، بسنده : .. عن عبد الأعلى ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام .. إلى أن قال : أما واللّه لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنّكم أصحابي ، هذا أبو حنيفة له أصحاب ، وهذا الحسن البصري له أصحاب ، وأنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
هذه جملة ممّا ورد عن الرجل وبعضها تشير إلى حسنه إلاّ أنّ هناك ما نقل عنه ممّا يدل على انحرافه ، ويكفينا في المقام ما ذكرناه عن شرح النهج أخيرا ، وما عن المبرد والكافي.