وأما ما في التعليقة (١) من أنّ الذي يظهر من العيون والاحتجاج أنّ مصنف مجالس الرضا عليه السلام مع أهل الملل هو : الحسن بن محمّد ـ مكبّرا ـ فيرفع
__________________
الرضا عليه السلام مع أهل الأديان ، ولم يذكر طريقه إليه ، ومع هذا كيف يمكن أن يقال : إنّه تكرار في الترجمة والاشتباه من النساخ ، ثم ذكر أنّ عدم ذكر العلاّمة وابن داود لترجمة الحسين واقتصارهما على ترجمة الحسن لا يكون دليلا على الاتحاد .. ثم عدّد موارد كثيرة ذكرهم النجاشي وترجمهم ولم يتعرض لهم العلاّمة وابن داود .. إلى أن قال : وممّا ذكرنا يظهر بطلان ما ذكره بعضهم من الاستدلال على الاتّحاد بأنّه لو كان الحسن بن محمّد النوفلي متعددا وكان أحدهما من أولاد سهل ، والآخر من أولاد الفضل لكان على الصدوق تعيينه في مقام الحكاية مع أنّه لم يعيّنه.
وجه الظهور ـ مضافا إلى أنّ المشتركات كثيرة في الروايات ولعلّ الراوي استند إلى قرينة في التعيين قد خفيت علينا ـ أنّ الحسن بن محمّد النوفلي الراوي لمجلس الرضا عليه السلام واحد ، وهو ابن محمّد بن سهل فإنّ الحسن بن محمّد بن الفضل لم يذكر أنّه روى مجلس الرضا عليه السلام ، وإنّما ذكر النجاشي أنّه روى نسخة عن الرضا عليه السلام وله كتاب كبير ، نعم ؛ ذكر أنّ الحسين بن محمّد بن الفضل روى مجالس الرضا عليه السلام وعليه فلا حاجة إلى التعيين.
هذا ؛ وممّا يكشف عن التغاير أنّ النجاشي ضعّف الحسن بن محمّد بن سهل النوفلي ، ووثّق الحسين بن محمّد بن الفضل فهما شخصان ، ومجرّد أنّ لكل منهما تأليف مجالس الرضا عليه السلام ، وقد رواه الحسن بن محمّد بن جمهور لا يكشف عن الاتّحاد بوجه ، إذ يمكن أن يكون شخصان جمعا وألّفا مجالس الرضا عليه السلام وقد روى عنهما شخص واحد .. إلى أن قال : وممّا يكشف عن التغاير رواية الكافي [٥٢/٦ باب النوادر حديث ١] : أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن حسان ، عن الحسين بن محمّد النوفلي ـ من ولد نوفل بن عبد المطلب ـ .. ، ومثله في التهذيب [١١٥/٨ حديث ٣٩٧].
أقول : اتضح من جميع ما ذكر أنّ احتمال اتحاد الحسن والحسين بن محمّد بن الفضل ووقوع تصحيف في نسخ رجال النجاشي في غير محلّه ، بل هما اثنان ، وبناء على قول القهبائي وغيرهما أخوان ، واللّه العالم ، وقد أصرّ بعض المعاصرين في قاموسه ٥٢٦/٣ برقم ٢٢٥١ على الاتحاد ، ولم يأت بشيء ، فراجعه.
(١) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٣٨٢ من الطبعة الحجرية.