ذلك ، فلا تذهل (١).
الثالث : إنك قد سمعت في رواية الكشّي أنّ الذي دعا له بالحج خمسين مرة ، هو : أبو الحسن الأوّل موسى الكاظم عليه السلام ، وهذا ينافي ما سمعته من التحرير الطاوسي والخلاصة ، من أنّ الذي دعا له بالخمسين حجة هو أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام ، والأوّل أقرب إن كانت حجّاته متواصلة سنة على سنة ؛ لأنّ الصادق عليه السلام توفّي : سنة مائة وثمان وأربعين ، ومنها إلى وفاة حمّاد اثنتان وستون سنة ، إلاّ أن يكون تأخرت استجابة دعاء الصادق عليه السلام أو كانت السنين مفصولة ، وهذا بخلاف ما إذا كان الداعي الكاظم عليه السلام ؛ فإنّه يلائم تواصل حججه.
الرابع : إنّ عبارة الكشّي تضمّنت تقدير عمره بنيّف وسبعين سنة ، وصريح غيره تقديره بنيّف وتسعين سنة ، وهو الصحيح ؛ ضرورة أنّ من فوت الصادق عليه السلام إلى فوت حمّاد في سنة تسع ومائتين اثنتان وستون سنة ، فيلزم أن
__________________
(١) في تقريب التهذيب ١٩٧/١ برقم ٥٤٦ ، قال : حمّاد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني الواسطي ، نزيل البصرة ، ضعيف ، من التاسعة ، غرق بالجحفة سنة ثمان ومائتين ، وفي تهذيب التهذيب ١٨/٣ برقم ١٨ ، قال : حمّاد بن عيسى بن عبيدة ابن الطفيل الجهني الواسطي ، وقيل : البصري ، غريق الجحفة روى عن ابن جريح .. وجعفر الصادق [عليه السلام] .. إلى أن قال : قال ابن معين : شيخ صالح ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث .. إلى أن قال : وقال الحاكم والنقاش : يروي عن ابن جريح وجعفر الصادق [عليه السلام] أحاديث موضوعة ، وضعّفه الدارقطني ، وقال ابن حبان : يروي عن ابن جريح وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أشياء مقلوبة يتخايل إلي من هذا الشأن صناعته أنّها معمولة لا يجوز الاحتجاج به ..
وضعّفه في الجرح والتعديل ١٤٥/٣ برقم ٦٣٦ ، والمغني ١٩٠/١ برقم ١٧٢١ ، والمجروحين ٢٥٣/١ .. وغيرها ، وقال في ديوان الضعفاء ٧٢/١ برقم ١١٢٧ : حمّاد ابن عيسى الجهني غريق الجحفة ضعّفوه.