يكون عند فوت الصادق عليه السلام دون البلوغ ، مع أنّه أدرك مدّة من زمان الصادق عليه السلام وروى عنه روايات كثيرة ، فلا يلائم كونه عند موته ابن نيّف وسبعين ، بل لا بدّ أن يكون ابن نيّف وتسعين سنة ، حتى يكون دركه للصادق عليه السلام بعد بلوغه بكثير ، وقابليته للرواية عنه ، فتدبّر جيدا.
الخامس : إنك قد سمعت من الشيخ رحمه اللّه في باب أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله ، والكشّي ، وابن طاوس في التحرير ، وابن داود أنّهم قالوا في ترجمة الرجل : إنّه عاش إلى زمان الرضا عليه السلام ، وذلك ظاهر في عدم دركه لزمان الجواد عليه السلام ، والحال أنّ دركه لزمن الجواد عليه السلام مما لا شبهة فيه ؛ لأنّ الرضا عليه السلام توفّي في سنة اثنتين ومائتين ، وحمّاد توفي في سنة تسع ومائتين ، فهو قد أدرك من زمان الجواد عليه السلام سبع سنين.
وهذه الغفلة إن سامحنا بها الشيخ رحمه اللّه لعدم تصريحه بزمان وفاة الرجل ، فلا يسامح بها الكشّي ، وابن طاوس ، وابن داود المصرّحين بأنّه توفّي : سنة تسع ومائتين. ألم يكونوا عالمين بكون ابتداء زمان الجواد عليه السلام بفوت الرضا عليه السلام سنة اثنتين ومائتين ، حتى غفلوا عن لازمه؟!
ولقد أجاد النجاشي ، والعلاّمة في الخلاصة حيث صرّحا بأنّه مات في زمان أبي جعفر الثاني عليه السلام.
ويزداد الاعتراض على ابن داود مضافا إلى أنّ الخلاصة دائما نصب عينيه ، فلم لم يراجعها بأنّه في سطر واحد جمع بين قوله : بقي إلى زمان الرضا عليه السلام ذهب به السيل في طريق مكة بالجحفة ، ثقة ، مولى. وقيل : عربي