[جش) [أي ذكره النجاشي] ، وبين قوله : لم يحفظ عنه رواية ، عن الرضا عليه السلام ولا عن أبي جعفر عليه السلام ، ذكره (كش) [أي الكشّي] .. إلى آخره. فإنّ دركه زمان الرضا عليه السلام ظاهر في عدم دركه لزمان الجواد عليه السلام ، وعدم حفظ روايته عن الجواد عليه السلام ظاهر في دركه لزمان الجواد عليه السلام وهما متنافيان. مضافا إلى أنّ نقله عن (جش) كونه عربيا ، يكشف عن كون (جش) نصب عينيه ، فما باله رأى قول النجاشي : عربيّ ، ولم ير قوله : مات في حياة أبي جعفر الثاني عليه السلام.
ثمّ إنّ لابن داود اشتباها آخر ، وهو نسبته إلى الكشّي أنّه لم يحفظ عنه رواية عن الرضا عليه السلام ، ولا عن أبي جعفر عليه السلام ، مع أنّ المصرّح بذلك إنّما هو النجاشي لا الكشّي ، فكان ينبغي أن ينسب هذه الفقرة أيضا إلى النجاشي كما نسب كونه عربيّا إليه.
السادس : إنك قد عرفت أنّ عمر حمّاد نيّف وتسعون سنة ، وله رواية في باب الصلاة ، ربّما أوقعت بعض الأجلّة في إشكال ، وهي صحيحته المشهورة قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام يوما : «يا حمّاد! أتحسن أن تصلّي؟» ، قال : فقلت : يا سيدي! أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة ، قال : «لا عليك ، قم فصّل» ، قال : فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت وسجدت ، فقال : «يا حماد! لا تحسن أن تصلّي ، ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة» ، قال حمّاد : فأصابني في نفسي الذلّ ، فقلت : جعلت فداك! فعلّمني الصلاة ، فقام أبو عبد اللّه عليه السلام مستقبل القبلة .. الحديث.
وجه الإشكال : أنّه ظاهر في كون عمر حمّاد يومئذ ستين أو سبعين ، ولو