الممتنع من الحدوث (١) .
معرباً بذلك عن المذهب الحق وهو عدم زيادة الصفات على الذات ، وبه قالت علماء الإمامية تبعاً للحق وأهله .
وفي مقام تنزيه الباري سبحانه وتعالى عن صفات المخلوقين ، وبالاستنارة بهدي الآية القرآنية من قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (٢) يعطينا الإمام إضاءات وافية وشافية حول هذا الموضوع في نفس الخطبة بقوله في موضع منها :
فليس الله من عرف بالتشبيه ذاته ، ولا إياه وحده من اكتنهه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولا به صدق من نهاه، ولا صمد صمده من أشار إليه وإياه عنى من شبهه، ولا له تذلّل من بعضه، ولا إياه أراد من تو همه (٣) .
وفي مقام نفي الحد عن الذات الإلهية يقول عليهالسلام : «ولو حد له وراء لحد له أمام ، ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان ، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدوث ؟! (٤).
وهكذا نرى أن الإمام عليهالسلام بهذه العبارات الموجزة قد قرب لنا تلك المعاني البعيدة ببراهين محكمة سديدة .
ويرشدنا الإمام عليهالسلام إلى الطريق الذي يجب علينا سلوكه لمعرفة الله سبحانه ، بعد أن صرح بأن : أول عبادة الله معرفته (٥) ، منبهاً بذلك إلى دور العقل ، وإلى القاعدة التي ينطلق منها في هذا السبيل ، وذلك بالتدبر في آياته
__________________
(۱) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ۱ : ۱٣۵ / ضمن حديث ٥١ ، خطبة في التوحيد .
(٢) سورة الشورى ١١:٤٢.
(٣ ـ ٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ۱: ۱٣۵ ـ ۱٣۷ /ضمن حدیث ٥١ ، خطبة في التوحيد .