الخليل بن أحمد العروضي فقلت : لم هجر الناس عليّا [عليه السلام] (١) ، وقربه (٢) من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قربه (٣) ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعناؤه في الإسلام عناؤه؟ فقال : بهر واللّه نوره أنوارهم ، وغلبهم على صفو كل منهل ، والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأوّل
__________________
وقال (من البسيط).
العلم يذكّي عقولا حين يصحبها |
|
وقد يزيدها طول التجاريب |
وذو التأدّب في الجهّال مغترب |
|
يرى ويسمع ألوان الأعاجيب |
وقال : الرجال أربعة ؛ فرجل يدري ويدري أنّه يدري فذاك عالم فاتّبعوه ، ورجل يدري ولا يدري أنّه يدري فذاك ناس فاذكروه ، ورجل لا يدري ويدري أنّه لا يدري فذاك جاهل فعلّموه ، ورجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري فذاك مائق [أحمق] فاحذروه.
قيل للخليل بن أحمد : أيهما أفضل ، العلم أو المال؟ قال : العلم ، قيل له : فما بال العلماء يزدحمون على أبواب الملوك ، والملوك لا يزدحمون على أبواب العلماء؟ قال : ذلك لمعرفة العلماء بحقّ الملوك ، وجهل الملوك بحق العلماء.
جاء في العقد الفريد ٢١٣/٢ ، وفي الكامل للمبرد ٢٤١/١ ، قال : الخليل ابن أحمد :
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد |
|
ذخرا يكون كصالح الأعمال |
وله أيضا وقد نظر في النجوم فابعد ؛ ثمّ لم يرتضها
أبلغا عنّي المنجّم أنّي |
|
كافر بالذي قضته الكواكب |
عالم أنّ ما يكون وما كا |
|
ن بحتم من المهيمن واجب |
في المعارف لابن قتيبة : ٥٤١ ، قال : الخليل بن أحمد هو صاحب العروض ، وهو منسوب إلى يحمد من الأزد من فخذ يقال لهم : الفراهيد وكان ذكيّا ، لطيفا ، فطنا ، شاعرا .. إلى أن قال : قال أنشدني الأخفش ، له
واعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي |
|
ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري |
(١) الزيادة من المصدر.
(٢) في المصدر : قرباه.
(٣) في المصدر : قرباه.