ما نقلناه عن نصر ، كما أنّ عدم عدّه من أصحاب الحسن والحسين وعلي ابن الحسين عليهم السلام ـ وقد عاصرهم ـ دليل بعده في المكان عنهم (١) ، أو انحرافه عنهم.
كما أنّ أخذه عن ابن مسعود وأبي أيوب دون علي عليه السلام ، وأخذ الشعبي وإبراهيم النخعي عنه ، دون رجالنا وثقاتنا ، مؤيّد لما نظنّه فيه من الانحراف والاعوجاج.
بل إدراكه الجاهليّة والإسلام ، مع عدم عدّه من الصحابة ، ولا ممّن شهد
__________________
(١) يمكن الاعتذار عن عدم حضور المترجم حرب الإمام السبط مع معاوية ، وكذلك عدم حضوره يوم الطفّ ، وعدم عدّه من أصحاب السبطين والسجاد عليهم السلام ، بأنّه لم يكن في الكوفة أو المدينة ، بل لمّا انصرف إلى قزوين أو الري أو خراسان ـ على اختلاف الروايات ـ لم يرجع إلى الكوفة أو المدينة كي يصاحبهم عليهم السلام ، لكن كيف يمكن توجيه موقفه مع أمير المؤمنين عليه السلام ، وشكه في قتال القاسطين معاوية وحزبه؟! مع أنّ عدّه من أصحابه عليه السلام يقتضي معرفته بمقامه ، وشكّه في قتال معاوية الذي لعنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أباه وأخاه بقوله : لعن اللّه راكب الناقة وسائقها وحاديها ، وتورّعه من القتال مع أمير المؤمنين عليه السلام مع إعلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأنّ : «علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث ما دار» وإلاّ يمكن توجيهه أو تصحيحه.
أقول : شكه في حرب معاوية معناه إنّه شك في حقانيّة عمل أمير المؤمنين عليه السلام ، ونقض كلام النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم إنّه مع الحق ، وهو على حدّ الكفر والارتداد ، فتدبر.
والواقع إنّي في حيرة من أمر المترجم ، فإنّ مثل هذا الرجل الذي وصف بالزهد والتقوى ، وعدّ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وعاش في رحابه ، ونظر إلى سيرته وأقواله ، واطّلع على قداسته ، كيف يشكّ في الدفاع عن حكومته ، وكيف يطلب الاعتزال عن حرب مخالفيه ، وإرساله إلى الثغور؟! أنا لا استطيع توجيهه ومعرفة سرّه ، ولعلك توفّق لذلك.