١١ < / صفحة >
< ملحق = ١١ >
القاطع والبرهان المتين ، كما أنّ معرفة كاتب النسخة من الأمور التي تساهم مساهمة فاعلة ومؤثّرة في رفع قيمة المخطوطة وإظهار مدى نفاستها ، فقد تكون بخطّ المؤلّف نفسه ، أو قد قرئت عليه ، أو قوبلت وكتبت بحضوره أو في زمانه ، أو في فترة قريبة منه ، أو أنّ كاتبها وإن كان متأخرا لكنّه من العلماء والأفاضل أو المعروفين ؛ كل هذا يعكس مدى جودة وصحّة نسبة المخطوطة إلى صاحبها ، وخلافه يظهر رداءتها وزيفها ونفي انتسابها إلى كذا شخص ، أو أنّها ليست الكتاب الفلاني ، ولا أقلّ من التشكيك .
وحسم هذه الأمور - التي تعرّضنا إلى قسم منها على سبيل المثال لا الحصر - لا بدّ وأن يتمّ على يد عالم وخبير في هذا المجال .
كما أنّ العثور على النفائس من المخطوطات والآثار عموما ، والتي تظهر معالم مدرسة آل البيت عليهم السّلام خصوصا ، يحتاج إلى معرفة سبل وقنوات لا يجيدها إلّا أهل الخبرة والاختصاص ، لا سيّما وأنّ الكثير منها قد اختفى إمّا لجهل مالكيها ، أو لحقدهم الأعمى ورغبتهم عن درك الحقيقة وفهم الواقع .
ولقد كان العلّامة الراحل قدّس سرّه من ألمع رجال هذا اللون من العلوم ، بل هو من فرائده ونوادره والنجم الذي تلألأ في سمائه بكلّ قوّة وجدارة ؛ لمؤهّلات ومواصفات نشأت ونمت معه منذ عهد يفاعته ؛ والذي يدلّنا إلى ذلك كيفية آثاره وشهادة أهل الخبرة بطول باعه وعظيم كفاءته ، ولقد أعانه على ذلك أيضا : ذهنه الوقّاد ، وحضور فكره العجيب ، وفراسته المعروفة ؛ مضافا إلى ملازمته الدائمة والدءوبة لأستاذيه الشهيرين : العلّامة الأميني صاحب كتاب الغدير ، وأقا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة ، واللذين أسديا له خالص النصائح ، مع متابعتهما لأعماله ونشاطاته ، فتعلّم منهما الكثير واستفاد الغزير بفضل علومهما حتى أصبح ممّن يشار إليه بالبنان .
< / ملحق = ١١ >