( كَانَ يَقُولُ بِآخِرَةٍ ) (١) كفَاخِرَةٍ ، أَي في آخِرِ جُلُوسِهِ ، أَو عُمْرِهِ.
( إِنَ الأَخِرَ قَدْ زَنَى ) (٢) ككَتِفٍ ، أَي الغائِبُ المُتَأَخِّرُ عن الخَيْرِ وعن تَحرِّي الحَقِّ ، أَو الأَرذَلُ ، أَو اللَّئِيمُ ، أَو البائِسُ الشَّقِيُ (٣) يُريدُ نَفْسَهُ. وَمِنْهُ : حَدِيثُ عَليّ عليهالسلام أَنَّهُ سَمِعَ المُؤَذِّنَ يُقِيمُ مَرَّةً مَرَّةً فقال : ( أَلَا جَعَلَهُمَا مَثْنَى لَا أُمَ لِلْأَخِرِ ) (٤).
( جَوْفُ اللَّيلِ الآخِرِ ) (٥) هو الجُزءُ السَّادِسُ من أَسداسِهِ.
( أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ ) (٦) فِعْلُ أَمرٍ من أَخَّرَ تَأْخِيراً بِمَعْنَى تَأَخَّر لازِماً ، أَي تَأَخَّرْ عَنِّي ، أَو أَخِّرْ عَنِّي رَأْيَكَ فيكونُ مُتَعَدِّياً.
( المَسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ ) (٧) كَكَتِفٍ ، أَي أَرْذَلُهُ وأَدْنَاهُ. وَرَوَاهُ الخَطَّابِيُّ بِالمَدِّ (٨) ، وَمَعْنَاهُ : مَا كُنْتُم تَقْدِرُونَ على المَعِيشَةِ من غَيْرِ المسأَلَةِ [ فلا تسألوا ، فهي ] (٩) آخِرُ مَا يكتَسِبُ بِهِ الإِنسانُ حِينَ لا يَجِدُ سِواها.
المثل
( آخِرُ سَفَرِكَ أَمْلَكُ ) (١٠) يُضْرَبُ لمن يَنْشَطُ في السَّفَرِ أَوَّلاً ؛ أَي آخِرُ سَفَرِكَ أَحَقُّ بِأَنْ تَمْلِكَ فيهِ النَّشَاطَ فانظُر كَيْفَ يكونُ نَشاطُكَ فيهِ.
__________________
(١) تفسير الدّرّ المنثور ٦ : ١٢٠ ، وفي النّهاية ١ : ٢٩ : بِأَخَرَةٍ ، بفتح الهمزة والخاء.
(٢) مسند أحمد ٥ : ١٩٧ ، مشارق الأنوار ١ : ٢١ ، النّهاية ١ : ٢٩.
(٣) في النّسخ : السّفي ، والتّصحيح عن التّاج نقلاً عن بعض التّفاسير.
(٤) المصنّف لابن أبي شيبة ١ : ١٨٧ / ٢١٣٧ كنز العمّال ٨ : ٣٣٥ / ٢٣٢٢٧ ، المغرب ١ : ١١ ، وفي الجميع : جعلتها بدل : جعلتهما.
(٥) الفائق ١ : ٢٩ و ٢ : ١٩٦ و ١٩٧ ، النّهاية ٢ : ٤٠١ و ٥ : ١٣٨.
(٦) البخاري ٢ : ١٢١ ، النّهاية ١ : ٢٩.
(٧) في الفائق والنّهاية ١ : ٢٩ : المرء بدل الرّجل. وذكر الميداني ـ في مجمع الامثال ٢ : ٢٨٣ ـ أَنّه مثل عن أكثم بن صيفي.
(٨) غريب الحديث ٢ : ٥٦٠.
(٩) الزّيادة يقتضيها السّياق ، انظر الغريب للخطّابي ومشارق الأنوار ٢ : ٢١.
(١٠) مجمع الأمثال ١ : ٧٧ / ٣٩١.