للمسلمين ـ ولأجل ذلك اعتقل ونفي إلى مصر ـ هي الأُمور التالية :
١ ـ يجب توصيفه سبحانه بالصفات الخبرية بنفس المعاني اللغوية من دون تصرّف ، كالاستواء على العرش ، وان له يداً ووجهاً ، وأن له نزولا وصعوداً.
٢ ـ يحرم شدّ الرحال إلى زيارة النبي وتعظيمه بحجّة أنّها تؤدّي إلى الشرك.
٣ ـ يحرم التوسّل بالأولياء والصالحين.
٤ ـ تحرم الاستغاثة بالأولياء ودعوتهم.
٥ ـ يحرم بناء القبور وتعميرها.
٦ ـ لا يصح أكثر الفضائل المنقولة في الصحاح والسنن في حقّ علىّ وآله.
إلى غير ذلك من المسائل الفرعية في أبواب الطلاق وغيرها كما ستقف عليها عند عرض آرائه. هب أيّها القارىء لما أنّ تبنّاه من الآراء مسحة من الحق ـ وليست آراء ساقطة تضاد القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة المسلمين ـ هب أنها آراء صحيحة ـ ولكنّها هل كانت مفيدة في تلك الظروف ، هل كانت دواءً لداء الأُمة الإسلامية؟ أو كانت أموراً غريبة عمّا يجب القيام به ، بل كانت مؤيدة لما يتوخاه العدو من تشتيت الشمل وتمزيق الصفوف؟!!
إنّ من البداهة بمكان أنّ هذه المسائل لم تكن مما يخشاه العدو ، فإنّ هذا النوع من المسائل الجدلية لا تفضح نوايا العدو ولا تعرقل خططه ، لأنّها لا تعيد إلى المسلمين روح الوثبة والمقاومة والاستبسال ، بل من شأنها أن تستنفد طاقاتهم من دون جدوى ، وتفني قواهم من دون أثر يتّصل بالواقع.
فلو كان ابن تيمية « شيخ الإسلام » حقاً لكان عليه أن يدع ما يلهي المسلمين عن مصيرهم ، بل ما يعمّق محنتهم ، ويتصدّى لمواجهة العدو بإعادة الروح الجهادية إلى نفوسهم ، وبث المعنويات في قلوبهم ، وتوجيه همم