ديدن السلف في جميع القرون ، فجاء ابن تيمية ينكر الاستغاثة والتوسل ، ثم يصف نفسه سلفياً ، فما معنى هذه السلفية؟ ( ما هكذا تورد يا سعد الإبل ).
تقييم إنجازات ابن تيمية
إنّ قيمة كل امرىء بما يقدّمه إلى الأُمة من خدمات وخيرات ، فإمّا أن يشيد بناء ثقافتهم ويضمن تقدمهم في ميادين العلم والعمل ، ويرفع من مستوى أخلاقهم وسلوكهم الإنساني والإسلامي ، وإمّا أن يرفع مستوى معيشتهم ويسعى في ترفيههم بمشاريع البرّ والإحسان ، من بناء المدارس ومراكز التعليم والمستشفيات والمستوصفات ، ودعم الكفاح بالتدريب العسكري وغيره مما يرجع إلى دعم البنية المادية للمجتمع.
هلم معي نطرح إنجازات ابن تيمية على طاولة النقاش والمحاسبة ، فهل قام بأحد الأمرين؟
أمّا من جانب المعنى فلم نر أنّه قدم إلى المجتمع ، دراسة نافعة في الحقوق والسياسة والاقتصاد أو الاجتماع ، أو ألف جامعاً حديثياً يكون هو المرجع للمسلمين كما قام بعض معاصريه بهذا الأمر ، فلم يبق منه إلاّ التركيز على المسائل الّتي قدمنا رؤوسها والّتي كفّر بها مخالفيه ، وبالتالي كفّر جمهور المسلمين الذين عاشوا طيلة سبعة قرون.
هب أنّه قدم إلى المسلمين دراسات توحيدية ، ولكن ما كانت نتيجة تلك الدراسات ، فغاية ما أنجز وأتى ـ بعد ما تصوب وتصعد ـ أنّه يجب توصيفه سبحانه بنفس الصفات الخبرية بمعناها اللغوي ، فصار معناه هو التجسيم والتشبيه وإثبات الجهة والفوقية للّه سبحانه ، وقد فهم الكل هذا المعنى من دراساته. هب أنّه لم يقصد من إثبات هذه الصفات ما نسب إليه من الجسمية ، ولكنّه صبّ ما رآه في قوالب أذْعَنَ الكُلُّ ـ الداني منهم والنائي ـ بأنّه مُجسّم مشبّه مُثْبت للّه سبحانه الجهة والفوقية ، مع أنّه سبحانه ليس بجسم ولا جسماني ، وانَّهُ ليس كمثله شيء.
ما معنى هذه الدراسات العميقة الّتي لم تورث إلاّ هذه الأفكار الباطلة ،