بعد أن يغمض عينيه ...
كانت ترتدي حلّة بيضاء بلون الثلوج في القمم .. بلون حمائم السلام ..
كانت تحلّق في الأعالي ... ورأت نفسها تلج عالماً أخضر .. كل ما فيه بلون الربيع .. وحوريات الجنّة يخطرن بين الأشجار الخالدة .. ورأت نهفسها تطوف في عالم شفاف ملوّن .. عالم يزخر بأجنحة الملائكة ... مثنى وثلاث ورباع ...
ورأت فتاةً ترفل بحلل من استبرق وسندس ، تطوف حولها الحوريات ... ووجدت نفسها تهفو اليها وتهتف .. آه ... يا أمي! خذيني إليك!
وراحت تبكي في حضن مفعم برائحة جنّات الفردوس ..
وانتبهت فاطمة وكانت قطرات الدموع ما تزال عالقة في الأهداب .. وتمتمت :
ـ آه يا أمي! خذيني اليك ..
وكانت السماء قد شرعت تنث مطراً ناعماً هادئاً كدموع فاطمة وهي تبكي بصمت ..
وفاحت رائحة الأرض المرشوشة بمياه سماوية طاهرة