وكانت فاطمة تذوي كشمعة في قلب الظلمات .. ظلمات الأرض المتكاثفة في ليالي أُخريات الخريف ..
وأدركت نسوة في المدينة أن فاطمة على وشك الرحيل..لقد وهن صوتها وهي تخاطب فتاة في عمرها.
ـ أودّ لو أغتسل يا أخيّة.
وهبّت فتاة في العشرين وقد انبعث في قلبها أمل بشفاء فاطمة ..
اغتسلت فاطمة .. تطهرتّ من أدران الأرض .. وارتدت ثوباً جديداً مضمحاً برائحة الكافور ..
وأضاءت ابتسامة ملائكية وجهها كانت تريد أن تكون لحظات الرحيل .. لحظات حبّ لفتيات قم .. هذه المدينة الطيبة .. ولتبقى ذكرى عزيزة ...
كل من في المنزل أحسّ أن هذه الحجرة الصغيرة ستشهد لحظة الرحيل ..
رحيل الروح الطاهرة .. انطفاء الشموع .. ورحيل النجوم .. ومغيب شمس أضاءت مدينة قم سبعة عشر يوماً ١٤٤.
وأوت فاطمة الى فراشها .. تلك الليلة ، يشعُّ من عينيها