الرضا .. وبدتا كنافذتين تطلّان على عالم مفعم بالمحبّة .. بالطمأنينة .. والسلام ..
وظنّت فتاة كانت ترافقها في رحلتها من المدينة .. أنّ دماء العافية تعود من جديد .. وأن السمّ ١٤٥ الذي ديف لها في ساوة قد تبدّدث آثاره ..
وبعد مطلع الفجر .. جاء رجال ونساء وأطفال .. جاءوا لعيادة عذراء قم .. ولكن فاطمة كانت قد رحلت بعيداً .. رحلت الى الأعالي الى عوالم مفعمة بالسلام ..
لم يجدوا سوى نعشاً ودموعاً كأمطار الخريف ليلة أمس ..
وبكى الرجل الأشعري .. كان يبكي الربيع الراحل .. وفتاة تودّع العالم وحيدة .. لا أب .. ولا أم .. ولا أخ .. الى جانبها ...
انه القدر يعصف بأبناء فاطمة الزهراء ... تتوزعهم أصقاع الأرض وأرجاء الوطن الاسلامي المقهور ..
في صباح الثاني عشر من ربيع الثاني لم تشرق الشمس ظلّت وراء الغيوم التي كانت تسحّ ما تسح من دموعها الثقال .. لكأن السماء تبكي ...
وتمّت مراسم تجهيز النعش في صمت وحزن ، وكان