فصل الخريف يهيج عواطف الحنين في النفوس ..
وبدا رحيل فاطمة في ذلك الصباح الغائم رمزاً لغياب كل الأشياء الملوّنة .. واغتراب الشمس.
وسار موكب مهيب ، وبدا النعش الابيض حمامة شهيدة ..
السماء ما تزال تنثُّ مطراً ناعماً ، وقد ظهرت الشمس من وراء الغيوم المتكاثفة باهتة منطفئة .. وبساتين الرمّان تنفض ما تبقى من أوراقها الصفراء المثقلة بنداوة المطر .. ومرّ سربٌ من الطيور المهاجرة ، وارتفع خيط من الدخان من وسط مزرعة صغيرة للخضار ، وشمّ المشيعون رائحة حطب ..
الموكب الذي تؤلف الفتيات والأمهات القسم الاعظم منه يتجه « بابلان » على ضفاف النهر من المكان الذي عبرت منه الفتاة المدينة ..
فاحت رائحة الارض النديّة حيث حط النعش .. وظهرت مشكلة لم يحسب لها حساب من قبل .. ترى من ينزلها الى مرقدها؟!
وتذكر بعضهم الرجل الصالح : « قادر » .. كان شيخاً طيّباً