ـ ما هو يا عبد السلام؟
ـ يقولون : انكم تدعون أن الناس عبيد لكم!!
وظهرت سحابة حزن فوق الوجه الاسمر وهو يتجه بكيانه الى السماء وقطرات الماء تتساقط كدموع :
ـ اللهم فاطر السموات والأرض ... عالم الغيب والشهادة ... أنت تشهد بأني لم أقل ذلك قط ولا سمعت أحداً من آبائي قاله ..
وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة .. وإنّ هذه منها ..
والتفت الرجل الاسمر الى صاحبه :
ـ يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيدنا على ما يقولون ، فعلى من نبيعهم؟
يا عبد السلام! أمنكر أنت لما أوجب الله عز وجل لنا من الولاية كما ينكره غيرك ١٤٨؟؟
وعندما خرجا ألفيا عند الباب فقراء المدينة ينتظرون .. وحارس فظ يدفعهم بقسوة .. وكانت العيون التي أطفأها الجوع والقلوب الكسيرة تنتظر بأمل ..