والناس يرتادون سوق المدينة الكبير للتبضّع ، وقد ازدحمت السوق بالفلاحين والقادمين من القرى المجاورة ، وكان الفقراء والبائسين أكثر الناس استبشاراً بالعيد .. والاطفال يرتدون ثياب العيد الملوّنة .. وأطلّت فرحة ريئة من العيون التي ترى العالم أخضر بلون الربيع ..
وفي طريقه الى المنزل .. كان يراقب بشفقة مواكب البشر وفي القلوب خلجات حب .. لحظات شوق .. امنيات خضراء .. ولوعات حزن .. وهكذا الحياة نهر يتدفق .. تتدافع أمواجه .. يجري الى غايته .. ولكن الكثيرين لا يعرفون الى أين؟
ان الحياة ستصبح كريمة لو عرف الناس الطريق المستقيم!
وسُمع الامام يدندن بشعر رقيق وهو يلج المنزل :
لبست بالعفـة ثوب الغنـى |
|
وصرت أمشي شامخ الراسِ |
لست الى النسناس مستأنسـاً |
|
لكننـي آنـس بـالنـاسِ |
إذا رأيت التيه من ذي الغنى |
|
تهت على التـائه باليـاسِ |
ما ان تفاخرت علـى معدم |
|
ولا تضعّفـت لا فـلاسِ ١٥٢ |
وهتف صاحبه وقد رأى سخاءه على الفقراء حتى لم يبق عنده درهم :