ـ أنت والله خير الناس!!
والتفت الامام اليه :
ـ لا تحلف! خير منّي من كان أتقى الله عز وجل ، وأطوع له .. والله ما نسخت هذه الآية : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) ١٥٣.
وعندما حان وقت الغداء جلس الامام ينتظر حضور الجميع حتى إذا حضر السائس والبواب ، وجلس عبيد أتراك وأفارقه ، رفع الامام كفّيه الى السماء :
ـ اللهم شكراً على ما رزقتنا .. حمداً على ما وهبتنا.
والتفت الى الحضور وقد اشرقت ابتسامه تشبه اشراقة عيد الأضحى :
ـ كلوا بسم الله!
وهمس رجل في أذن الامام :
ـ فداك يا ابن رسول الله .. لو عزلت لهؤلاء مائدة.
وانطفأت الابتسامة في وجهه :
ـ ولمَ أفعل ذلك؟! .. إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد ، والأم واحدة ، والجزاء بالأعمال ١٥٤ ...
وقال بصوت يسمعه الجميع ليكون اعلاناً إنسانياً :