وانتشى المأمون طرباً للمعاني الأخاذة تنساب في شعر رقيق :
ـ أحسنت! أحسنت .. ما أحسن هذا؟!! من قاله؟!
وأجاب الامام بأدبه العظيم :
ـ بعض فتياننا.
ـ انشدني احسن ما رويته في استجلاب العدوّ حتى يكون صديقاً!
فأنشده الامام ووجهه يتألق نوراً سماوياً :
وذي غـلّة سـالمتـه فـقهرته |
|
فأوقرتـه منـّي لعـفو التحمّل |
ومـن لا يـدافع سيئات عـدوّه |
|
بإحسانه لم يأخذ الطول من علِ |
ولم أرَ في الأشياء أسرع ملهكاً |
|
لغمر ١٦٢ قديم من وداد معجّل |
ـ ما أحسن هذا؟! من قاله؟
ـ بعض فتياننا.
ـ أنشدني أحسن ما رويته في كتمان السرّ :
قال الامام وهو ينظر باتجاه الافق الغربي ، وقد تكاثفت ظلمة الغروب :
وإنـي لأنسـى السرّ كي لا أذيعه |
|
فيامن رأى سرّاً يصان بأن ينسى |
مخافة أن يجـري بـبالي ذكـره |
|
فينبذه قلبـي الى ملتوى الحشـا |
فيوشك من لم يفش سرّاً وجال في |
|
خواطره أن لا يطيق له حبسـا ١٦٣ |