٣٦
اجتازت قطعات الجيش البحيرة في منطقة تكثر فيها التفرعات النهرية قبل أن تصل مستنقعات ومسطحات مائية تستمد مياهها من نهر « تجن » ومن مواسم المطر .. وكان الهواء رطباً بسبب حدّة الشمس التي ألهبت مسطحات المياه طيلة النهار وبدت وجوه البغض أكثر ضيقاً ، والنفوس أكثر انسحاباً الى الأعماق .. ، وكانت اللقاءات العابرة في المعابر تثير بعض المخاوف فقد رأى الفضل هرثمة ، وتقابل الجلودي مع الامام وجهاً لوجه ، ولمح المأمون الفضل ساهماً وكان هرثمة يحرص على أن يكون قريباً من الامام ..
امّا محمد بن جعفر فقد كان مستغرقاً في هواجس تبدو