بلا نهاية خاصة عندما وجد الفضل يحاول التودّد إليه ١٦٤ وفي ذلك الجوّ المشحون ، كان وجه الامام الوحيد الذي يعبّر عن حالة من السلام بين وجوه تموج بالقلق ..
لم تبق سوى أميال معدودة الى « سرخس » التي اختارها القدر بداية لحياة الفضل .. وها هو يعود اليها .. يسوقه قدر غامض!
وصل المأمون وأركان دولته مدينة سرخس ، ولم ينم تلك الليلة برغم من تعبه الشديد .. سيكون الغد يوماً فاصلاً ..
في منتصف الليل وفيما كان قمر ذي الحجة آخذاً بالأفول استدعى المأمون خاله ١٦٥ ونسجت العنكبوت بيتها ..
كان الامام في منزله المخصص لاستراحته عندما سلّمه أحد حرس المأمون رسالة جاء فيها :
ـ « أرى أن نذهب الى الحمام غداً .. أنا وأنت والفضل.
وسجّل الامام اعتذاره بعدم استطاعته الذهاب الى الحمّام غداً.
لم تمرّ سوى دقائق حتى عاد الحارس وأعاد اليه الرسالة وكتب الامام في ذيل الرسالة موقفه القاطع :