وجاء المأمون ، فنهض الامام استقبالاً له واستأذن سعد فغادر المكان قال المأمون وقد استقرّ به المكان :
ـ يا أبا الحسن .. اليوم جمعة ١٧٣ فاكتب لي خطبة أقرأها على الناس في الصلاة.
ـ أفعل ذلك يا أمير المؤمنين.
ـ سوف أرسل لك ابن بشير ١٧٤ بعد ساعة.
قال المأمون ذلك ونهض .. فنهض له الامام.
وشرع الامام يكتب له خطبة فيها موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد :
ـ « .. الحمد لله الذي لا من شيء كان .. ولا على صنع شيء استعان ، ولا من شيء خلق .. بل قال له : كن فيكون.
وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له .. الجليل عن منابذة الأنداد .. ومكابدة الأضداد .. واتخاذ الصواحب والأولاد ... وأشهد أن محمداً عبده المصطفى ، وأمينه المجتبى .. أرسله بالقرآن المفصّل ، ووحيه الموصّل ، وفرقانه المحصّل .. فبشر بثوابه وحذّر من عقابه .. صلىاللهعليهوآله ..
أوصيكم عباد الله بتقوى الله .. الذي يعلم سرّكم وجهركم .. ويعلم ما تكتمون فإن الله لم يترككم سدى ولم يخلقكم