٣٨
وتمرّ الأيام ومضى محرّم الحرام يحمل معه ذكرياته الحزينة وها هو صفر يكاد يلملم آخر لياليه ، وقد أطلّ الخريف يثير لواجع الحزن في قلوب الغرباء والحنين للديار والوطن ..
نضج الرمّان وطالت أظفار ابن بشير حتى بات يستحي من الناس ١٨٠.
وجلس المأمون في الصباح وحيداً .. كعنكبوت تنسج بيتاً كان يعمل .. فتح صرّة فيها مادّة بيضاء تشبه دقيق الذرة ... وأمسك بأبرة تشبه سلكاً دقيقاً وراح يهيل عليها المادّة .. ثم يزرقها في حبّات عنب كان في إناء زجاجي ... كانت عملية التزريق تتم بدقّة وحذر وفي جانب واحد من الاناء! ... وقد عربد