ـ لا أشتهي!
قال المأمون بغيظ مكتوم :
ـ إنّك لتحب العنب فما يمنعك؟! أم أنّك تتهمني بشيء؟!
قال ذلك وتناول حبّة لم تطالها زرقات الأبر المسمومة ..
أدرك الامام أنه يقف وجهاً لوجه أمام النهاية .. إنّ إغتياله قرار لا رجعة منه .. أخذ عنقود الموت وتناول ثلاث حبّات .. ورمى بالعنقود! ونهض ..
نظر الى المأمون نظرات نفّاذة .. قال المأمون مرتبكاً :
ـ إلى أين؟!
أجاب الامام بصوت فيه حزن الانبياء.
ـ الى حيث وجهتني ...
وغادر الامام المكان عائداً الى حجرته .. وقد شعر بألم يشبه سكيناً تغوص ببطء وقسوة في كبده .. وأن روحه تنزف وقلبه الكبير قد بات عاجزاً عن تحمّل الحياة في عالم يعجّ بالشرور ..
لزم الامام فراشه ذلك اليوم .. أمّا المأمون فقد فعل الشيء نفسه وتظاهر بالمرض ١٨٢ ثم يرسل غلامه الى الامام :
ـ إن أمير المؤمنين يقول هل يوصيني الرضا بشيء أو