بدنه ، وينقصه فليأكل كل يوم بكرة شيئاً من الجوارش الحريف ١، ويكثر دخول الحمام ومضاجعة النساء ، والجلوس في الشمس ، ويجتنب كل بارد من الأغذية فانه يذهب البلغم ويحرقه ، ومن أراد أن يطفئ لهب الصفراء فليأكل كل يوم شيئاً رطباً بارداً ويروح بدنه ، ويقل الحركة ، ويكثر النظر الى من يحب. ومن أراد أن يحرق السوداء فعليه بكثرة القيء وفصد العروق ، ومداومة النورة ، ومن أراد أن يذهب بالريح البارد ، فعليه بالحقنة ، والادهان اللينة على الجسد وعليه بالتمكيد بالماء الحار بالابزن ٢ ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كل يوم من الاطريفل الصغير مثقالاً واحداً ... ».
« واعلم يا أمير المؤمنين أن المسافر ينبغي له أن يتحرز من الحر إذا سافر وهو ممتلئ من الطعام ، ولا خالي الجوف ، وليكن على حد الاعتدال ، وليتناول من الأغذية الباردة مثل الغريض ٣ والهلام ، والخل والزيت وماء الحصرم ونحو ذلك من الأطعمة الباردة.
واعلم يا أمير المؤمنين إن السير الشديد في حر الشديد ضار
__________________
١. الجوارش الحريف : كالكمون والفلافل واشباههما.
٢. الابزن : ظرف فيه ماء حار توضع فيه الأدوية الخاصة لجلوس المريض فيه.
٣. الغريض : اللحم الطري.