فيه ، وأفردوا له كتبا خاصة ، مع كبير شأنه.
وهو أخيرا جامع أخبار الائمة الاثني عشر الذين يكرّمهم ويعظمهم أهل السنّة لأنهم من آل البيت ، ويعتقد الإمامية بعصمتهم ، ويأخذون عنهم ، ويقتدون بهم (١).
وقد ساق ابن طولون تراجمهم ، وأبان عن شأنهم وفضلهم ، فكان في تراجمه العالم المنصف المكرّم.
لم يذكر بروكلمن (٢) هذا الكتاب في تاريخه ، ممّا يدلّ على أنّه لم يطلع على نسخ مخطوطة منه. ولم يذكره حاجي خليفة فيما ذكره من الكتب. ولعلّ ذلك أن نسخ الكتاب قليلة جدّا ، أو أنها لم تصل إلى مكاتب استامبول. على أنّه لا بدّ أن تكون المخطوطة التي كتبها ابن طولون بيده موجودة في إحدى مكتبات أوروبة أو أمريكا التي لم تفهرس بعد. لأن غالب مؤلفاته كانت بدمشق وبيعت للأجانب على أيدي تجار المخطوطات في دمشق والقاهرة. ولو لا هذه النسخة الوحيدة الآن ، التي وجدناها ونشرنا الكتاب عنها ، لفقد أثر مهم من آثار مؤرّخنا الدمشقي الجليل.
__________________
(١) يراجع من تصانيف الشيعة في الأئمة كتاب ارشاد القلوب للشيخ المفيد ( ـ ٤١٣ ) وكتاب بحار الأنوار للمجلسي ( ـ ١١١١ ) وقد طبعا في إيران.
(٢) ٤٩٤ GAL, SupII,