الأمر إليه ، على أن تكون له الخلافة من بعده ، وعلى أن لا يطلب أحد من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء ممّا كان أمام أبيه ، وغير ذلك من القواعد. فأجابه معاوية إلى ما طلب ، واصطلحا على ذلك. وظهرت المعجزة النبويّة في قوله ، صلّى الله عليه وسلّم ، للحسن ، رضياللهعنه : إنّ ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
قيل : وكان صلحهما لخمس بقين من ربيع الأوّل سنة إحدى وأربعين. وقيل في ربيع الآخر. وقيل في نصف جمادى الأولى (١) من السنة المذكورة.
وكان وصّى إلى أخيه الحسين ، رضي الله عنهما.
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم ( ١٣ آ )
عن البراء قال : رأيت النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، والحسن ، رضياللهعنه ، على عاتقه وهو يقول : اللهمّ إني أحبّه فأحبّه.
وفي صحيح البخاري :
عن أسامة ، رضياللهعنه ، قال : كان النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ، ثمّ يضمّهما ، ثمّ يقول : اللهمّ إني أرحمهما فارحمهما!
وفي صحيح البخاري أيضا :
عن أبي بكرة ، رضياللهعنه ، قال : سمعت رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، على المنبر ، والحسن إلى جنبه ، ينظر إلى الناس مرّة وإليه
__________________
(١) ص « الأول ».