غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) (١) فأمّا الغدوّ والعشيّ إنّما يكونان في الدنيا في دار المشركين. فأمّا القيامة فلا يكون غدوّ ولا عشيّ. ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (٢). يعني في جنان الدنيا التي ينقل إليها أرواح المؤمنين ، فأمّا في جنّات الخلد فلا يكون غدوّ ولا عشي » (٣).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « ضغطة القبر [ للمؤمن ] (٤) كفّارة لما كان منه [ من ] (٥) تضييع النعم » (٦).
وعن الصادق عليهالسلام : « من مات بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله تعالى من ضغطة القبر » (٧).
وعن موسى بن جعفر عن أبيه عليهالسلام أنّه قال : « إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربّي الله ، ومحمّد نبيّي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان. وذلك قوله عزّ وجلّ : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعني في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (٨) يعني في الآخرة ».
ثم قال عليهالسلام : « إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره وأنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول : ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (٩) ويقول : ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية :
__________________
(١) غافر (٤٠) : ٤٦.
(٢) مريم (١٩) : ٦٢.
(٣) انظر « تفسير القمّي » ٢ : ٥٢ و ٢٥٨ و ٣٥٠ ؛ عنه في « بحار الأنوار » ٦ : ٢١٨ ، ح ١٩.
(٤) الزيادة أضفناها من المصدر.
(٥) الزيادة أضفناها من المصدر.
(٦) « الأمالي » للصدوق : ٤٣٤ ، المجلس ٨٠ ، ح ٢ ؛ « علل الشرائع » ١ : ٣٦٠ ، ح ٣.
(٧) « الأمالي » للصدوق : ٢٣١ ، المجلس ٤٧ ، ح ١١.
(٨) الواقعة (٥٦) : ٨٨ ـ ٨٩.
(٩) الزمر (٣٩) : ٥٨.