ومنها : ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « لو لا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء : المرض ، والموت ، والفقر ، وكلّهنّ فيه ، وإنّه لمعهنّ وثّاب » (١).
ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : « من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال ، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار » (٢). وعن الصادق عليهالسلام مثله (٣).
ومنها : ما روي عنه عليهالسلام أنّه قال : « إنّما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار ، ويبصر ويعمل بالنور ، ويسمع ويشمّ بالريح ، ويجد الطعام والشراب بالماء ، ويتحرّك بالروح ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة ، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض ؛ لأنّه نزل من شأن السماء إلى الدنيا ، فإذا فرّق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت ، تردّ شأن الأخرى إلى السماء ، فالحياة في الأرض والموت في السماء ؛ وذلك لأنّه يفرّق بين الأرواح والجسد ، فردّت الروح والنور إلى القدس الأولى ، وترك الجسد ؛ لأنّه من شأن الدنيا.
وإنّما فسد الجسد في الدنيا ؛ لأنّ الريح تنشف الماء فييبس ويبقى الطين فيصير رفاتا ويبلى ، ويرجع كلّ إلى جوهره الأوّل. وتحرّكت الروح بالنفس حركتها من الريح ، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيّد بالعقل ، وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيّد بالنكر ، فهذه صورة نار وهذه صورة نور. والموت رحمة من الله تعالى لعباده المؤمنين » (٤).
ومنها : ما روي « ما أكثر ذكر الموت إنسان إلاّ زهد في الدنيا » (٥).
ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : « لمّا أراد الله ـ تبارك وتعالى ـ قبض روح إبراهيم أهبط الله ملك الموت فقال : السّلام عليك يا إبراهيم ، قال :
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٦ : ١١٨ ، ح ٥ ، نقلا عن « الدعوات » للراوندي : ١٧١ ، فصل في صلاة المريض وصلاحه.
(٢) « بحار الأنوار » ٥ : ١٤٠ ، ح ٦.
(٣) « بحار الأنوار » ٥ : ١٤٠ ، ح ٦ ، نقلا عن « مجموعة ابن ورّام » ٢ : ٨٧.
(٤) « بحار الأنوار » ٦ : ١١٧ ، ح ٤ ، نقلا عن « علل الشرائع » ١ : ١٣١ ـ ١٣٢ ، باب ٩٦ ، باب علّة الطبائع ... ، ح ٥.
(٥) « بحار الأنوار » ٦ : ١٢٦ ، ح ٣ ، نقلا عن « كتاب الزهد » لحسين بن سعيد : ٧٨ ، ح ٢١٠.