قال : قلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال : « هيهات ، ما على المؤمنين منها شيء ، والله إنّ هذه الأرض لتفتخر على هذه ، فيقول : وطئ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن ، وتقول له الأرض : والله لقد كنت أحبّك وأنت تمشي على ظهري ، فأمّا إذا ولّيتك فستعلم ما ذا أصنع بك ، فتفسح له مدّ بصره » (١).
[٣] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار ، أنّه حضر أحد ابني سابور ، وكان لهما فضل وورع وإخبات فمرض أحدهما ـ ولا أحسبه إلاّ زكريّا بن سابور ـ قال : فحضرته عند موته ، فبسط يده ، ثمّ قال : ابيضّت يدي يا عليّ ، قال : فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وعنده محمّد بن مسلم قال : فلمّا قمت من عنده ظننت أنّ محمّدا يخبره بخبر الرجل ، فأتبعني برسول ، فرجعت إليه ، فقال : « أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند موته أيّ شيء سمعته يقول؟ » ، قال : قلت بسط يده ، ثمّ قال : ابيضّت يدي يا عليّ ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « والله رآه ، والله رآه ، والله رآه » (٢).
[٤] محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان قال : حدّثني من سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « منكم والله يقبل ، ولكم والله يغفر ، إنّه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرّة العين إلاّ أن تبلغ نفسه هاهنا » وأومأ بيده إلى حلقه.
ثمّ قال : « إنّه إذا كان ذلك واحتضر ، حضره رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام وجبرئيل وملك الموت عليهماالسلام ، فيدنو منه عليّ عليهالسلام ، فيقول : يا رسول الله ، إنّ هذا كان يحبّنا أهل البيت فأحبّه ، ويقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل ، إنّ هذا كان يحبّ الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه. ويقول جبرئيل لملك الموت : إنّ هذا كان يحبّ الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه وارفق به فيدنو منه ملك الموت ، فيقول :
__________________
(١) « الكافي » ٣ : ١٢٩ ـ ١٣٠ ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح ٢.
(٢) المصدر السابق : ١٣٠ ـ ١٣١ ، ح ٣.