وعن عليّ بن الحسين عليهالسلام إنّه كان يقول في كلّ جمعة في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله : « أيّها الناس اتّقوا الله ، واعلموا أنّكم إليه ترجعون ، فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا ، وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذّركم الله نفسه (١).
ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه ، ابن آدم إنّ أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ، ويوشك أن يدركك وكأن قد أوفيت أجلك ، وقبض الملك روحك ، وصرت إلى منزل وحيدا فردّ إليك روحك ، واقتحم عليك فيه ملكاك : منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك ، ألا وإنّ أوّل ما يسألانك ، عن ربّك الذي كنت تعبده ، وعن نبيّك الذي أرسل إليك ، وعن دينك الذي كنت تدين به ، وعن كتابك الذي كنت تتلوه ، وعن إمامك الذي كنت تتولاّه ، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته ، فخذ حذرك ، وانظر لنفسك ، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار ، فإن تك مؤمنا تقيّا عارفا بدينك متّبعا للصادقين مواليا لأولياء الله ، لقّاك الله حجّتك ، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب ، فبشّرت بالجنّة والرضوان من الله ـ تبارك وتعالى ـ والخيرات الحسان ، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان. وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ، ودحضت حجّتك ، وعميت عن الجواب ، وبشّرت بالنار ، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم ، وتصلية جحيم » (٢).
قال في البحار : « أقول : تمامه في أبواب المواعظ » (٣).
وعن الصادق عليهالسلام : « إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن يساره ، والبرّ مظلّ عليه ، ويتنحّى الصبر ناحية ـ قال : ـ فإذا دخل عليه الملكان
__________________
(١) اقتباس من الآية ٣٠ من سورة آل عمران (٣).
(٢) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، ح ٢٤ ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، المجلس ٧٦ ، ح ١.
(٣) « بحار الأنوار » ٦ : ٢٢٤.