السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري ، فاخضرّت النخلة ، ثمّ صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا ـ قال : ـ فقال له الجمّال الذي اكتروا منه : سحر والله ـ قال : ـ فقال له الحسن عليهالسلام : ويلك ليس بسحر ، ولكن دعوة ابن النبيّ صلىاللهعليهوآله مستجابة ، ـ قال : ـ فصعدوا إلى النخلة حتّى صرموا ممّا كان فيها ما كفاهم ». (١)
ومنها : ما روي عن الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام : « أنّ الحسن عليهالسلام قال يوما لأخيه الحسين عليهالسلام ولعبد الله بن جعفر : إنّ معاوية بعث إليكم بجوائزكم وهي تصل إليكم يوم كذا لمستهلّ الهلال وقد أضاقا ، فوصلت في الساعة التي ذكرها لمّا كان رأس الهلال فلمّا وافاهم المال كان على الحسن عليهالسلام دين كثير فقضاه ممّا بعثه إليه ، ففضلت فضلة ففرّقها في أهل بيته ومواليه ، وقضى الحسين عليهالسلام دينه ، وقسّم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه ، وحمل الباقي إلى عياله. وأمّا عبد الله فقضى دينه وما فضل دفعه إلى الرسول ليتعرّف معاوية من الرسول ما فعلوا ، فبعث إلى عبد الله أموالا حسنة » (٢).
ومنها : ما روي أنّ عليّا عليهالسلام كان في الرحبة ، فقام إليه رجل فقال : أنا من رعيّتك وأهل بلادك ، قال عليهالسلام : « لست من رعيّتي ولا من أهل بلادي وإنّ ابن الأصفر بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إليّ لأجلها » ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنّ معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطّلعت على ذلك ولا يعلمها غير الله ، فقال عليهالسلام : « سل أحد ابنيّ هذين » ، قال : أسأل ذا الوفرة يعني الحسن فأتاه.
فقال له الحسن : « جئت تسألني كم بين الحقّ والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما المؤنّث؟ وما عشرة أشياء بعضها أشدّ من بعض؟ » قال : نعم ، قال الحسن عليهالسلام : « بين الحقّ والباطل أربع
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٣ : ٣٢٣ ، ح ١ ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : ٢٥٦ ، باب ١٣ ، ح ١٠.
(٢) المصدر السابق ، ح ٢ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، ح ٣.