زيد بن عليّ ، فإنّه كان من علماء آل محمّد ، غضب لله عزّ وجلّ فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله ، ولقد حدّثني موسى بن جعفر عليهالسلام أنّه سمع أباه يقول : رحم الله عمي زيدا ، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، ولقد استشارني في خروجه فقلت له : يا عمّ إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك ، فلمّا ولي قال جعفر بن محمد عليهالسلام : ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه ... الخبر (١).
ثمّ قال الصدوق لزيد بن عليّ فضائل كثيرة عن غير الرضا عليهالسلام أحببت إيراد بعضها على أثر هذا الحديث ، ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإماميّة فيه. ثمّ روى أخبارا كثيرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والباقر والصادق عليهماالسلام في مدحه.
وقال المفيد في مسارّه وأحزانه : أوّل يوم من شهر صفر سنة إحدى وعشرين ومائة كان مقتل زيد ، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمّد عليهمالسلام (٢).
قلت : وقد ورد أيضا فيه أخبار قادحة (٣) إلاّ أنّ أخبار مدحه متواترة ، وأخبار قدحه شاذّة نادرة.
وعبد الله ، على قول المفيد ، فقال : كان فاضلا فقيها يلي صدقات الرسول وأمير المؤمنين عليهماالسلام (٤).
إلاّ أنّ الراوندي قال : روى أبو بصير عن الباقر عليهالسلام أنّ أباه قال له : واعلم أنّ عبد الله أخاك يدعو الناس إلى نفسه ، فامنعه فإن أبى فإنّ عمره قصير ... الخ (٥).
ويمكن أن يكون خلطا بعبد الله بن جعفر أي الأفطح.
وعمر ، قال المفيد : كان فاضلا جليلا ورعا سخيّا يلي صدقاتهما عليهماالسلام وروى أنّه كان يشترط على من ابتاع صدقات عليّ عليهالسلام أن يثلم في الحائط كذا وكذا ثلمة ولا يمنع من دخله أن يأكل منه.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٤٨ ، الباب ٢٥ ، ح ١.
(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٦.
(٣) راجع الكشّي : ٢٣٢ ، الرقم ، ٤٢٠ ، و ٤١٦ الرقم ، ٧٨٨ ، و ١٥٣ ، الرقم ، ٢٤٨.
(٤) الإرشاد : ٢٦٧.
(٥) الخرائج ١ : ٢٦٤.