يختلف عن بقيّة العلوم في وجود محور له تدور حوله موضوعات مسائله وهذا المحور هو : الأدلّة المشتركة في الاستدلال الفقهي خاصّة ، فكلّ البحوث والمسائل الأصوليّة تدور حول هذا المحور وهل أنّها تشكّل دليلا على استنباط الحكم الشرعي الكلّي أو لا؟ فالبحث فيها حول دليليّتها وأنّها دليل أو ليست بدليل.
وهكذا يتّضح أنّ هناك محورا دائما لكلّ علم من العلوم تدور حوله كلّ البحوث المطروحة في هذا العلم.
وهذا المحور مفهوم كلّي جامع بين موضوعات مسائل العلم ويطلق عليه اسم موضوع العلم. فمقصودنا من موضوع العلم هو ذلك المفهوم الكلّي الجامع بين موضوعات المسائل والذي يسمّى بالمحور ، وعلى أساس هذا المحور تتمايز العلوم فيما بينها ، ولذا صحّ ما قيل : من أنّ التمايز بين العلوم بالموضوعات بناء على أنّ المراد من الموضوع هو المحور الذي يدور حوله بحث كل مسائل العلم.