كاشفة وحاكية عن القيد الأوّلي الذي هو نفس وجود صفة العلم في الخارج ، والذي كان مميّزا لإحدى الحصّتين الممكنتين في الخارج ، وهي الماهيّة الواجدة للوصف.
فالعلاقة بين لحاظ الماهيّة بشرط شيء وبين الماهيّة الواجدة للوصف علاقة المرآتية والحكاية والكاشفيّة ؛ وذلك لأنّ لحاظ صفة العلم يكشف عن وجود صفة العلم في الخارج ويحكي عنها.
ومن هنا يمكننا القول بأنّ لحاظ الماهيّة بشرط شيء مطابق للحصّة الخارجيّة الأولى ، فإنّ لحاظ صفة العلم مطابق لوجود صفة العلم في الخارج ، فكان القيد الثانوي مطابقا للقيد الأوّلي ، بمعنى أنّ القيد الثانوي مرآة يري ويحكي عن القيد الأوّلي ، فصفة العلم كانت ملحوظة في الذهن وفي نفس الوقت كانت موجودة في الخارج فحصل التطابق بينهما.
كما نلاحظ أنّ القيد الثانوي المميّز للحاظ الماهيّة بشرط لا ـ وهو لحاظ عدم صفة العلم ـ مرآة لقيد أوّلي ، وهو عدم صفة العلم المميّز للحصّة الخارجيّة الأخرى ، ومن هنا كان لحاظ الماهيّة بشرط لا مطابقا للحصّة الخارجيّة الثانية.
وأمّا القيد الثانوي المميّز للحاظ الماهيّة بشرط لا أي لحاظ عدم صفة العلم فهو أيضا مرآة كاشفة وحاكية عن القيد الأوّلي الذي يميّز الحصّة الأخرى الممكنة في الخارج أي عدم صفة العلم في الخارج أو الماهيّة الفاقدة لصفة العلم.
فالعلاقة بين هذا القيد الثانوي وبين القيد الأوّلي الآخر هي علاقة المرآتيّة والكاشفيّة والحكاية ؛ لأنّ لحاظ عدم صفة العلم يكشف عن عدم وجود صفة العلم في الخارج ويحكي عنها.
ومن هنا يمكننا القول أيضا بأنّ لحاظ الماهيّة بشرط لا مطابق للحصّة الخارجيّة الثانية ، بمعنى أنّ هذا القيد الثانوي يري ويحكي عن القيد الأوّلي. فعدم صفة العلم كان ملحوظا في الذهن وفي نفس الوقت أيضا كان هذا العدم وصفا خارجيّا للماهيّة فحصل التطابق بينهما.
وأمّا القيد الثانوي المميّز للحاظ الماهيّة لا بشرط ـ وهو عدم كلا اللحاظين ـ فليس مرآة لقيد أوّلي ؛ لأنّه عدم اللحاظ ، وعدم اللحاظ ليس مرآة لشيء ، ومن هنا كان المرئي بلحاظ الماهيّة لا بشرط ذات الماهيّة المحفوظة في ضمن المطلق والمقيّد.